للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبيد الله يريد الهجرة بآل أبى بكر فخرجنا جميعًا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأمّ كلثوم وسَوْدَة بنت زَمْعَة، وحمل زيد أمّ أيمن وأُسامة بن زيد، وخرج عبد الله بن أبى بكر بأمّ رُومان وأختيه، وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعًا حتى إذا كنّا بالبيض من منى نَفَرَ بعيرى وأنا في مِحفّة معى فيها أمّى، فجعلت أمّى تقول: وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لَفْت فسلّم الله، عزَّ وجلّ، ثمّ إنّا قدمنا المدينة فنزل مع عيال أبى بكر، ونزل آل رسول الله ورسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يومئذٍ يبنى المسجد وأبياتًا حول المسجد فأنزل فيها أهله. ومكثنا أيَّامًا في منزل أبى بكر، ثمّ قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك من أن تبنى بأهلك؟ قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الصَّدَاق. فأعطاه أبو بكر الصداق اثنتى عشرة أوقيّة ونشًّا (١) فبعث بها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلينا، وبنى بى رسول الله في بيتى هذا الذى أنا فيه وهو الذى توفّى فيه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وجعل رسول الله لنفسه بابًا في المسجد وجاه باب عائشة. قالت: وبنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسَودة في أحد تلك البيوت التى إلى جنبى فكان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يكون عندها (٢).

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا زهير بن معاوية، أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أنّ سودة وهبت يومها لعائشة فقالت: يومى لعائشة. وكان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقسم لعائشة يومها ويوم سودة (٣).

أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام، يعنى ابن عروة، عن عبّاد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إنّ النساء قد اكتنين فكَنّنى. قال: تكنّي بابنك عبد الله (٤).

أخبرنا حجّاج بن نصر، أخبرنا عيسي بن ميمون عن القاسم بن محمّد عن عائشة قالت: فُضّلتُ على نساء النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعشر. قيل: ما هنّ يا أمّ المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرًا قطّ غيرى، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيرى، وأنزل الله، عزَّ وجلّ، براءتى من السَّماء، وجاءه جبريل بصورتى من السماء في حريرة


(١) النش: نصف أوقية عشرون درهما.
(٢) البلاذرى: أنساب الأشراف ج ١ ص ٤١٤ - ٤١٥.
(٣) الإصابة ج ٧ ص ٧٢٠.
(٤) الإصابة ج ٨ ص ١٨.