أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: صلّى عمر على زينب بنت جحش فكبّر عليها أربع تكبيرات. قال فأراد أن يدخل القبر فأرسل إلى أزواج النبيّ، فقلن: إنّه لا يحل لك أن تدخل القبر وإنّما يدخل القبر من كان يحلّ له أن ينظر إليها وهى حَيَّة (١).
أخبرنا عَارِم بن الفضل، حدّثنا حَمَّاد بن زيد، حدّثنا أيّوب عن نافع وغيره أنّ الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء، فلمّا ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديًا فنادى: ألا لا يخرج على زينب إلّا ذو رحم من أهلها. فقالت بنت عُمَيس: يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئًا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم؟ فجعلت نَعْشًا وغَشَّته ثوبًا، فلمّا نظر إليه قال: ما أحسن هذا! ما أستر هذا! فأمر مناديًا فنادى أن اخرجوا على أمّكم.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زُهَير بن معاوية، حدّثنا إسماعيل بن أَبِى خالد أنّ عامرًا أخبره أنّ عبد الرحمن بن أَبْزَى أخبره أنّه صلّى مع عمر على زينب بنت جحش فكانت أوّل نساء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، موتًا بعده، فكبّر عليها أربعًا ثمّ أرسل إلى أزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَن تأمرننى أن يدخلها قبرها؟ قال: وكان يعجبه أن يكون هو يلى ذلك، فأرسلن إليه: من كان يراها في حياتها فيدخلها في قبرها. فقال عمر بن الخطاب: صدقن.
أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد الطنافسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: شهدت جنازة زينب بنت جحش أمّ المؤمنين فتقدّم عليها عمر فكبّر أربعًا، وكان يحبّ أن يليها، فأرسل إلى أزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من يدخلها قبرها؟ فقلن: من كان يراها في حياتها. فقال: صدقن.
وزاد ابن نمير ومحمّد بن عبيد في حديثهما بهذا الإسناد: فكانت أوّل نساء النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، موتًا بعده. وقال ابن نُمَيْر في حديثه: فكان عمر يعجبه أن يكون هو يدخلها قبرها.