للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإنّه فتنة. ثمّ قسمته في أهل رَحِمِها وفى أهل الحاجة حتى أتت عليه. فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يُراد بها خير. فوقفَ على بابها وأرسل بالسلام وقال: قد بلغنى ما فرّقت. فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها فسلكت بها طريق ذلك المال (١).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى موسى بن محمّد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما حُضرت زينب بنت جحش أرسل عمر بن الخطّاب إليها بخمسة أثوابٍ من الخزائن يتخيّرها ثوبًا ثوبًا، فكُفّنت فيها وتصدّقت عنها أختها حَمْنَةُ بكفنها الذى أعدّته تكفّن فيه. قالت عمرة بنت عبد الرحمن: فسمعت عائشة تقول ذهبت حميدة فقيدة مفزع اليتامى والأرامل (٢).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى الثورى ومنصور بن أبي الأسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبى عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كانت زينب أوّل نساء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لحُوقًا به، ماتت في زمان عمر بن الخطّاب فقالوا لعمر: مَن ينزل في قبرها؟ قال: مَن كان يدخل عليها في حياتها. وصلّى عليها عمر وكبّر أربعًا.

أخبرنا وَكيع بن الجَرَّاح والفَضْل بن دُكَيْن ويزيد بن هارون قالوا: حدّثنا المسعودى عن القاسم بن عبد الرحمن قالوا: لما توفّيت زينب بنت جحش وكانت أوّل نساء النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لحوقًا به، فلمّا حُملت إلى قبرها قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: إنى أرسلت إلى النسوة، يعنى أزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين مرضت هذه المرأة أَنَّ مَنْ يُمَرِّضها ويقوم عليها؟ فأرسلن: نحن. فرأيت أن قد صدقن، ثمّ أرسلتُ إليهنّ حين قُبضت: مَن يغسّلها ويحنّطها ويكفّنها؟ فأرسلن: نحن: فرأيت أن قد صَدَقن، ثمّ أرسلت إليهنّ: من يدخلها قبرها؟ فأرسلن: من كان يحلّ له الولوجُ عليها في حياتها. فرأيت أن قد صدقن. فاعتزلوا أيها الناس! فنحّاهم عن قبرها ثمّ أدخلها رجلان من أهل بيتها (٣).


(١) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٦٧٠.
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٦٦٩.
(٣) أورده صاحب الكنز برقم ٣٧٧٩٤ من رواية ابن سعد.