للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى أبو بكر بن عبد الله بن أَبِى سَبْرَة عن يزيد بن عبد الله بن الهَاد عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْميّ قال: أوصت زينب بنت جحش أن تُحمل على سرير رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ويجعل عليه نعش. وقبل ذلك حُمل عليه أبو بكر الصّدّيق. وكانت المرأة إذا ماتت حُمِلَتْ عليه حتى كان مروان بن الحَكَم فمنع أن يحمل عليه إلّا الرجل الشريف. وفرّق سُررًا في المدينة تحمل عليها الموتى (١).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن ابن كعب أنّ زينب أوصت أن لا تتبع بنار، وحُفر لها بالبَقِيع عند دار عَقيل فيما بين دار عقيل ودار ابن الحنفيّة، ونقل اللبن من السُّمينة فوضع عند القبر، وكان يومًا صائفًا.

أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الوهّاب بن عَطاء عن محمّد بن عمرو قال: حدّثنى يزيد بن خُصَيْفَة عن عبد الله بن رافع عن بَرزة بنت رافع قالت: لمّا خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جَحْش بالذى لها، فلمّا أُدخل عليها قالت: غَفَرَ الله لعمر، غيرى من أخواتى كان أقوى على قسم هذا منى. قالوا: هذا كلّه لك. قالت: سبحان الله! واستترتُ منه بثوب وقالت: صُبّوه واطرحوا عليه ثوبًا. ثمّ قالت لى: أدخلى يدك فاقبضى منه قبضة فاذهبى بها إلى بنى فلان وبنى فلان، من أهل رَحِمها وأيتامها، حتى بقيت بقيّة تحت الثوب، فقالت لها برزة بنت رافع: غَفَرَ الله لكِ يا أمّ المؤمنين! والله لقد كان لنا في هذا حقّ. فقالت: فلكم ما تحت الثوب. فوجدنا تحته خمسةً وثمانين درهمًا. ثمّ رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهمّ لا يدركنى عَطاء لعمر بعد عامى هذا. فماتت. قال عبد الوهّاب في حديثه: فكانت أوّل أزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لحوقًا به (٢).

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا صالح بن خوّات عن محمّد بن كعب قال: كان عطاء زينب بنت جحش اثنى عشر ألف درهم، ولم تأخذه إلّا عامًا واحدًا، حُمل إليها اثنا عشر ألف درهم فجعلت تقول: اللهمّ لا يدركنى قابل هذا المال


(١) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٣٦.
(٢) أورده ابن قدامة في التبيين ص ٧٩، والذهبى في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢١١ - ٢١٢، كما أورده ابن حجر بسنده ونصه ج ٧ ص ٥٤١ نقلًا عن ابن سعد.