للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت صفيّة تزوّجها سَلَّام بن مِشْكَم القرظى ثمّ فارقها فتزوّجها كنانة بن الربيع بن أبي الحُقَيق النضرى فقتل عنها يوم خيبر (١).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا أُسامة بن زيد بن أسلم عن هلال بن أُسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: وحدّثنا عمر بن عثمان بن سليمان بن أَبِى حَثْمَة العدوى عن أَبِى غَطَفَان بن طَريف المُرِّيّ قال: وحدّثنا محمّد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: وحدّثنا عبد الله بن أبي يحيَى عن ثُبيتة بنت حنظلة عن أمّها أمّ سنان الأسلميّة، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قال: لمّا غزا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خيبر وغنّمه الله أموالهم سَبَى صَفِيَّة بنت حُيَيّ وبنت عمّ لها من القَمُوص (٢) فأمر بلالًا يذهب بهما إلى رحله، فكان لرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صفيّ من كلّ غنيمة، فكانت صفيّة ممّا اصطفى يوم خيبر. وعرض عليها النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله. فقالت: أختار الله ورسوله. وأسلمت فأعتقها وتزوّجها وجعل عِتْقَها مهرها، ورأى بوجهها أثر خُضرة قريبًا من عينها فقال: ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيت في المنام قمرًا أقبل من يثرب حتى وقع في حِجرى فذكرت ذلك لزوجى كنانة فقال: تحبّين أن تكونى تحت هذا الملك الذى يأتى من المدينة؟ فضرب وجهى واعتدّت حيضة. ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها، فخرج رسول الله من خيبر ولم يُعَرِّس بها، فلمّا قُرّب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفيّة لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه، وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثمّ شدّة من تحت رجلها وتحمّل بها وجعلها بمنزلة نسائه. فلمّا صار إلى منزل يقال له ثِبَار (٣) على ستّة


(١) ابن قتيبة: المعارف ص ١٣٨، وابن الأثير: أسد الغابة ج ٧ ص ١٦٩.
(٢) ولدى ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٧٣٩ "الغَموص" وهو خطأ. وقال ياقوت: الغُموضُ بالضاد المعجمة: أحد حصون خيبر وهو حصن بنى الحُقَيق، وبه أصاب رسول الله، صفية بنت حيى .. ويظهر أنه محرف عن القَمُوص. ثم ذكر ياقوت في (القَمُوص) أنه جبل بخيبر عليه حصن أبي الحُقيق اليهودى.
(٣) ثِبَار: تحرف في ث، ح، ر، ل إلى: تبار، وصوابه من الواقدى والسمهودى.