للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

امرأة حين تهب نفسها لرجل خيرٌ. قالت أمّ شريك: فأنا تلك فسمّاها الله مؤمنة، فقال: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [سورة الأحزاب: ٥٠] فلمّا نزلت هذه الآية قالت عائشة: إنّ الله ليسرع لك في هَوَاكَ (١).

قال محمد بن عمر: رأيت من عندنا يقولون: إنّ هذه الآية نزلت في أمّ شريك وإنّ الثبت عندنا امرأة مِنْ دوس من الأَزْد إلا في رواية موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جدّه، وقال: روت أمّ شريك عن رسول الله أحاديث.

أخبرنا محمد بن عمر عن ابن جُرَيْج عن عبد الحميد بن جبير عن ابن المُسَيَّب عنْ أمّ شريك سمعها تقول: أمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بقتل الوِزْغَان.

أخبرنا محمد بن عمر عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: حدّثتنى أمّ شريك أنّها سمعت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول وهو يذكر الدجّال: يفرّ الناس منه في الجبال. قالت: فقلت، أو قيل، يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم قليل (٢).

أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد قال: هاجرت أمّ شريك الدوسيّة فصحبت يهوديًّا في الطريق فأمست صائمة، فقال اليهودى لامرأته: لئن سقيتها لأفعلنّ. فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر الليل إذا هو على صدرها دلو موضوع وصفن فشربت ثمّ بعثتهم للدلجة. فقال اليهودى: إنى لأسمع صوت امرأة، لقد شربت. فقالت: لا والله أن سقتنى. قال: وكانت لها عكّة تعيرها من أتاها فاستامها رجل فقالت: ما فيها رُبّ، فنفختها فعلّقتها في الشمس فإذا هى مملوءة سمنًا. قال: فكان يقال ومن آيات الله عكّة أمّ شريك. قال: والصفين مثل الجراب أو المزود.

أخبرنا بكر بن عبد الرحمن، حدّثنا عيسى بن المختار عن محمّد بن أبي ليلى عن أبي الزّبير عن جابر عن أمّ شريك أنّها كانت عندها عكّة تهدى فيها سمنًا لرسول الله. قال: فطلبها صبيانها ذات يوم سمنًا فلم يكن فقامت إلى العكّة لتنظر


(١) أورده النويرى ج ١٨ ص ٢٠٢ بنصه نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٢٤٠.