للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحوله، وكلما أحدث رسول الله أَهْلًا تحوّل له حارثة بن النعمان عن منزله (١) حتى صارت منازله كلّها لرسول الله وأزواجه (٢).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن يزيد الهُذَلِيّ قال: رأيت منازل أزواج رسول الله حين هَدَمَها عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وزادها في المسجد كانت بيوتًا باللَّبن ولها حُجَر من جريد مَطْرُور (٣) بالطين، عَدَدْتُ تسعة أبيات بِحُجرِها، وهى ما بين بيت عائشة إلى الباب الذى يلى باب النبيّ إلى منزل أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله، ورأيت بيت أُمّ سلمة وحجرتها من لبن، فسألت ابن ابنها فقال: لما غزا رسول الله دُومَة الجَنْدَل بَنَتْ أمّ سَلَمة حجرتها بلَبِن، فلمّا قدم رسول الله فنظر إلى اللَّبِن دخل عليها أوّل نسائه فقال: ما هذا البناء؟ فقالت: أردتُ يا رسول الله أن أَكُفَّ أبصارَ الناس. فقال: يا أمّ سَلَمة إنّ شَرَّ ما ذهب فيه مالُ المسلم البنيان (٤).

أخبرنا محمد بن عمر عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: لم يوص رسول الله إلا بمساكن أزواجه وأرض تركها صدقة.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى مُعَاذ بن محمد الأنصارى قال: سمعت عَطَاء الخُرَاسَانِيّ في مجلس فيه عمران بن أَبِى أَنس يقول وهو فيما بين القبر والمنبر: أَدْرَكْتُ حُجر أزواج رسول الله من جريد النخل على أبوابها المسوح من شَعَر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يُقْرَأ، يأمر بإدخال حجر أزواج النبيّ في مسجد رسول الله، فما رأيت يومًا أكثر باكيًا من ذلك اليوم. قال عطاء: فسمعت سعيد بن المُسيَّب يقول يومئذ: والله لَودْدِتُ أنّهم تركوها على حالها ينشأُ نَاشِيءٌ من أهل المدينة وَيَقْدَمُ القادم من


(١) لدى الصالحى ج ٣ ص ٥٠٦ من رواية الواقدى: "نزل له حارثة عن منزل، أى مَحَلّ حُجْرَة حتى صارت منازله. . .".
(٢) أورده الصالحى ج ٣ ص ٥٠٦ من رواية الواقدى.
(٣) لدى ابن الأثير في النهاية (طرر) وفى حديث عطاء "إذا طَرَرْت مسجدَك بمَدَرٍ فيه رَوْث فلا تُصَلّ فيه حتى تَغْسِلَه السماء" أى إذا طَيّنْتَه وزَيَّنْتَه. من قولهم رجل طرير: أى جميل الوجه.
(٤) أورده الصالحى ج ٣ ص ٥٠٦ من رواية الواقدى.