للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل إليه أهله فخرج زيد بن حارثة بأهل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفاطمة وأمّ كلثوم ابنتى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسودة بنت زمعة زوج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأراد الخروج بزينب بنت رسول الله فحبسها زوجها أبو العاص بن الربيع. وكانت رقيّة قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفّان قبل ذلك إلى المدينة، وحمل زيد بن حارثة امرأته أمّ أيمن وأُسامة بن زيد وكانوا مع عيال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأهله، وخرج عبد الله بن أبي بكر بأمّ رومان وأختيه عائشة وأسماء ابنتى أبي بكر حتى قدموا جميعًا المدينة ورسول الله يبنى المسجد وأبياتًا حول المسجد، فأنزلهم في بيتٍ لحارثة بن النعمان. وبنى رسول الله لعائشة بيتها الذى دفن فيه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وجعل بابًا في المسجد وجاه باب عائشة يخرج منه إلى الصلاة. وكان إذا اعتكف يخرج رأسه من المسجد إلى عتبة عائشة فتغسل رأسه وهى حائض.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى إبراهيم بن شعيب عن يحيَى بن شبل، عن أَبى جعفر قال: لما قدم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، المدينة وتزوّج عليّ فاطمة وأراد أن يبنى بها قال له رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اطلب منزلًا. فطلب عليّ منزلًا فأصابه مستأخرًا عن النبيّ قليلًا، فبنى بها فيه فجاء النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إليها قال: إنى أريد أن أحوّلك إليّ. فقالت لرسول الله: فكلّمْ حارثة بن النعمان أن يتحوّل عنى، تريد أن يتحوّل لى عن منزله، فقال رسول الله: قد تحوّل حارثة عنّا حتى قد استحييت. فبلغ حارثة فتحوّل وجاء إلى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: يا رسول الله إنّه بلغنى أنّك تحوّل فاطمة إليك وهذه منازلى وهى أسقب (١) بيت بنى النجّار بك، وإنّما أنا ومالى لله ولرسوله، والله يا رسول الله للذى تأخذ منى أحبّ إليّ من الذى تدع. فقال رسول الله: صدقت بارك الله عليك! فحوّلها إلى بيت حارثة (٢).

قال محمد بن عمر: وكانت لحارثة بن النعمان منازل قُرْب مسجد رسول


(١) السقب: القُرْب.
(٢) أورده المصنف في ترجمة فاطمة بنت رسول الله، وابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٥٥ نقلا عن ابن سعد.