أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا عمر بن عقبة عن شعبة قال: سمعت ابن عبّاس يقول: خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة، فدخل رسول الله بجاريته وهى مخمّر وجهها فقالت حفصة لرسول الله: أما إنى قد رأيت ما صنعت. فقال لها رسول الله: فاكتمى عنى وهى حرام. فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها وبشّرتها بتحريم القبطيّة فقالت لها عائشة: أمّا يومى فتعرّس فيه بالقبطيّة وأمّا سائر نسائك فتسلّم لهنّ أيّامهنّ! فأنزل الله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} لحفصة: {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} يعنى عائشة وحفصة: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} يعنى حفصة وعائشة، {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} [سورة التحريم: ٣، ٤، ٥] الآية. فتركهنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تسعًا وعشرين ليلة ثمّ نزل:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[سورة التحريم: ١] فأمر فكفّر يمينه وحبس نساءه عليه.
أخبرنا محمد بن عمر قال: فأخبرنى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أنّ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حرّم أمّ إبراهيم فقال: هى عليّ حرام، قال: والله لا أقربها، قال فنزل:{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}[سورة التحريم: ٢] قال محمد بن عمر، قال مالك بن أنس: فالحرام حلال في الإماء، إذا قال الرجل لجاريته أنت عَلَيَّ حرام فليس بشئ، وإذا قال والله لا أقربك فعليه الكفّارة.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى أبو حاتم عن جُوَيْبِر عن الضَّحاك أنّ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حرّم جاريته فأبَى الله ذلك عليه فردّها عليه وكفّر يمينه.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَعْمَر عن قَتَادَة قال: حرّمها تحريمة فكانت يمينًا.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا الثوريّ عن داود بن أبي هند عن الشعبى عن مسروق قال: آلى رسول الله من أمته وحرّمها فأنزل الله في الإيلاء: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}[سورة التحريم: ٢] وأنْزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}[سورة التحريم: ١] فالحرام ها هنا حلال.