للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا موسى بن يعقوب عن أَبِى الحُوَيْرِث عن محمد بن جبير بن مُطْعِم قال: خرجت حفصة من بيتها فبعث رسول الله إلى جاريته فجاءته في بيت حفصة، فدخلت عليه حفصة وهى معه في بيتها فقالت: يا رسول الله في بيتى وفى يومى وعلى فراشى! فقال رسول الله: اسكتى فلك الله لا أقربها أبدًا، ولا تذكريه. فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [سورة التحريم: ١] فكان ذلك التحريم حلالًا، ثمّ قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [سورة التحريم: ٢] فكفّر رسولُ الله عن يمينه حين آلى، ثمّ قال: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} يعنى حفصة {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} حين أخبرت عائشة، {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} يعنى حفصة لما أخبره الله، {قَالَتْ} حفصة: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا}؟ قال: {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}، يعنى حفصة وعائشة، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}، لعائشة وحفصة، {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [سورة التحريم: ١، ٢] الآية. فقال رسول الله: ما أنا بداخل عليكنّ شهرًا.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن أمّ سلمة زوج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مثله.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَخْرَمَة بن بُكَيْر عن أبيه قال: حدّثنا عروة بن الزبير، قال: انطلقت حفصة إلى أبيها تحدّث عنده وأرسل رسول الله إلى مارية فظلّ معها في بيت حفصة وضاجعها، فرجعت حفصة من عند أبيها وأبصرتهما فغارت غيرةً شديدة، ثمّ إنّ رسول الله أخرج سريّته فدخلت حفصة فقالت: قد رأيت ما كان عندك وقد والله سؤتنى. فقال النبيّ: فإنى والله لأرضينّك، إنى مسرّ إليك سرًّا فأخفيه لى. فقالت: ما هو؟ قال: أشهدك أنّ سريّتى عليّ حرام. يريد بذلك رضا حفصة، وكانت حفصة وعائشة قد تظاهرتا على نساء رسول الله. قال: فانطلقت حفصة فحدّثت عائشة فقالت لها: أبشرى فإنّ الله حرّم على رسوله وليدته. فلمّا أخبرت بسرّ رسول الله أنزل الله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}، إلى قوله: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [سورة التحريم: ١ - ٥].