للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى سُويد عن إسحاق بن عبد الله عن القاسم بن محمد قال: خلا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بجاريته مارية في بيت حفصة فخرج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهى قاعدة على بابه فقالت: يا رسول الله في بيتى وفى يومى! فقال النبيّ: هى عليّ حرام فأمسكى عنّى. قالت: لا أقبل دون أن تحلف لى. قال: والله لا أمسّها أبدًا. فكان القاسم يرى قوله حرام ليس بشيء.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى أبو مَعْشَر، حدّثنى حارثة بن أَبِى الرِّجال قال: دخلت مع القاسم بن محمد عَلَى عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن فقال القاسم: يا أمّ محمّد في أيّ شيء هجر رسول الله نساءه؟ فقالت عَمْرَةُ: أخبرتنى عائشة أنّه أُهْدى إلى رسول الله هديّة في بيتها فأرسل إلى كلّ امرأة من نسائه بنصيبها وأرسل إلى زينب بنت جحش فلم ترض، ثمّ زادوها مرّة أخرى فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأت (١) وجهك أن تردّ عليك الهديّة. فقال رسول الله: لأنتنّ أهون على الله من أن تقمئننى، لا أدخل عليكنّ شهرًا.

قالت: فدخل في مشربة، وكان عمر بن الخطّاب آخى رجلًا من الأنصار لا يسمع شيئًا إلّا أخبره به ولا يسمع عمر شيئًا إلّا حدّثه. قال: فلقيه عمر ذلك اليوم فقال: هل كان خبر؟ فقال الأنصارى: نعم عظيم. فقال عمر: لعلّ الحارث بن أَبِى شمر سار إلينا. قال الأنصارى: أعظم من ذلك. قال عمر: ما هو؟ قال: ما أرى رسول الله إلّا قد طلّق نساءه. فقال عمر: رغم أنف حفصة، قد كنت أنهاها أن تراجع رسول الله بما تراجعه به عائشة.

قالت: فجاء عمر إلى المسجد فإذا الناس كأنّ على رءوسهم الطير، فارتقى درجة كانت لرسول الله من خشب وإذا على الباب غلام حبشى فقال: السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته، أأدخل؟ قالت: فقال الحبشى برأسه إلى البيت فأدخله، ثمّ أشار إلى عمر أن لا. قالت: فلبث ساعة ثمّ لم تقرّ نفسه فارتقى من الدرجة اثنتين ثمّ قال: السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته، أأدخل؟ فأدخل الحبشى رأسه في البيت ثمّ قال: ادخل. قال: فدخل عمر فإذا النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان راقدًا تحت رأسه وسادة من أدم محشوّة ليفًا وليس بينه وبين الأرض إلا الحصير.


(١) أَقْمَأ فلان الشيءَ: صغّره وأذَلَّه.