للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالت: وأثّر الحصير في جنبه فلمّا رأى ذلك عمر ذرفت عيناه فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما يبكيك يا عمر؟ قال: يا رسول الله كسرى وقيصر عدوّا الله يفترشان الديباج والحرير وأنت نبيّه وصفيّه وليس بينك وبين الأرض إلا الحصير ووسادة محشوّة ليفًا! وعند رأسه أهبة فيها ريح. فقال رسول الله: أولئك عُجّلت لهم طيّباتهم.

ثمّ قال عمر: يا رسول الله أَطلَّقت نساءك؟ قال: لا. فكبّر عمر تكبيرة سمعها أهل المسجد، ثمّ قال عمر: يا رسول الله قلت لحفصة لا يغرّنّك حبّ رسول الله عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة، فلمّا ذكر حسنها تبسّم رسول الله، ثمّ قال: يا رسول الله إن كنت كرهت من حفصة شيئًا فطلّقها فأنت والله أحبّ إليّ من مالى وأهلى. فقال رسول الله: يا عمر لا يؤمن عبد أبدًا حتى أكون أحبّ إليه من نفسه. فقال: والله يا رسول الله لأنت أحبّ إليّ من نفسى. فلمّا مضى تسع وعشرون ليلة نزل رسول الله من مشربته، قالت: فقلت: بأبى أنت وأمّى يا نبيّ الله! قلت كلمة لم أُلقِ لها بالًا فغضبت عليّ، أليس قلت شهرًا؟ فقال: يا عائشة إنّما الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعطف بإبهامه في الثالثة.

أخبرنا محمد بن عمر قال: وحدّثنى عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عَوْن عن ابن منّاح عن عائشة نحو حديث عَمْرَة عن عائشة إلّا أنّه قال حين لقيه الأنصاريّ: يا ويح حفصة! ثمّ دخل على حفصة. قال: لعلّك تراجعين النبيّ بمثل ما تراجعه به عائشة، إنّه ليس لك مثل حظوة عائشة ولا حسن زينب. ثمّ دخل على أمّ سَلَمَة فقال: يا أمّ سلمة وتكلّمن رسول الله وتراجعنه في شيء! فقالت أمّ سلمة: واعجباه! وما لك وللدخول في أمر رسول الله ونسائه! أى والله إنّا لنكلّمه فإن حمل ذلك كان أولى به وإن نهانا كان أطوع عندنا منك. قال عمر: فندمت على كلامى لنساء النبيّ بما قلت.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مالك وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال عن أبيهما عن عمرة عن عائشة قالت: أُهدى لرسول الله لحم فقال رسول الله: أهدى لزينب بنت جحش. قالت: فأهديتُ لها فردّته فقال: أقسمت عليك ألا زدتها. قالت: فزدتها حتى زدتها ثلاثًا فقلت: لقد أقمأتك. فقال رسول الله: لأنتنّ أهون على