للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن أبى فروة عن القاسم بن محمّد قال: خلا رسول الله بجاريته مارية في بيت حفصة فخرج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهى قاعدة على بابه فقالت: يا رسول الله أفى بيتى وفى يومى! فقال النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هى عليّ حرام فأمسكى عنّى. قالت: لا أقبل دون أن تحلف لى. فقال: والله لا أمسّها أبدًا. وكان القاسم يرى قوله حرام ليس بشيء.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى محمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ قال: كانت مارية أم إبراهيم أهداها المقوقس وأختها سِيرين إلى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فاتّخذ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أمّ إبراهيم ووهب سِيرِين لحسّان بن ثابت.

قال محمد بن عمر: وكانت مارية من حَفْن (١) من كورة أنصا أو أَنْصِنَا (٢).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهرى عن ابن كعب عن مالك قال: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، استوصوا بالقبط خيرًا فإنّ لهم ذمّة ورحمًا. قال: ورحمهم أنّ أمّ إسماعيل بن إبراهيم منهم وأمّ إبراهيم ابن النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، منهم.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا محمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِى، عن أنس بن مالك قال: كانت أمّ إبراهيم سرّية للنّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في مشربتها وكان قبطى يأوى إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس في ذلك: علج يدخل على علجة. فبلغ ذلك رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأرسل عليّ بن أبى طالب فوجده عليّ على نخلة فلمّا رأى السيف وقع في نفسه فألقى الكساء الذى كان عليه وتَكَشَّفَ فإذا هو مَجْبُوب، فرجع عليّ إلى النبيّ: -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأخبره فقال: يا رسول الله أرأيت إذا أمرت أحدنا بالأمر ثمّ رأى في غير ذلك أيراجعك؟ قال: نعم. فأخبره بما رأى من القبطيّ. قال: وولدت مارية إبراهيم فجاء جبريل، عليه السلام، إلى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأنّ رسول الله إلى ذلك (٣).


(١) لدى ياقوت: من قرى الصعيد، وقيل ناحية من نواحى مصر، وفى الحديث: أهدى المقوقس إلى النبى مارية من حَفن من رستاق أنْصنا.
(٢) لدى ياقوت: مدينة أزلية من نواحى الصعيد على شرقى النيل.
(٣) البلاذرى: أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٥٠.