تتابعنى على ما أنا عليه أو تكتم عنى فإنّى قد آمنتُ بهذا الرجل رسول الله. فقال أبو طلحة: فإنّى على مثل ما أنتِ عليه. قال: فكان الصَّدَاق بينهما الإسلام.
أخبرنا محمد بن الفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن حسين بن أبى سفيان، عن أَنَس بن مالك قال: زار رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أمّ سليم فصلّى في بيتها صلاة تطوّعًا وقال: يا أمّ سُليم إذا صلَّيتِ المكتوبة فقولى سبحان الله عشرًا والحمد لله عشرًا والله أكبر عشرًا ثمّ سَلِى الله ما شئتِ فإنّه يقال لك نعم نعم نعم.
أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابت عن أنس قال: جاء أبو طلحة يخطب أمّ سُليم فقالت: إنّه لا ينبغى لى أن أتزوّج مُشْرِكًا! أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم التى تعبدون يَنْحَتُها عبدُ آل فلان النجّار، وأنكم لو أَشعلتم فيها نارًا لاحترقت؟ قال: فانصرفَ عنها وقد وقعَ في قلبه من ذلك موقعًا. قال وجعل لا يجئها يومًا إلّا قالت له ذلك. قال: فأتاها يومًا فقال: الذى عرضتِ عليّ قَبِلْتُ. قال: فما كان لها مهر إلّا إسلام أبى طلحة (١).
أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت أنّ أمّ سليم قالت: يا أبا طَلحة ألستَ تعلم أنّ إلهك الذى تعبد إنّما هو شجرة تنبت من الأرض وإنّما نجّرها حبشيّ بنى فلان؟ قال: بَلَى. قالت: أما تستحيى تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجّرها حبشيّ بنى فلان؟ قالت: فهل لكَ أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله وأزوّجك نفسى لا أريد منكَ صَدَاقًا غيره؟ قال لها: دعينى حتى أنظر. قالت: فذهب فنظر ثمّ جاء فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله. قالت: يا أنسَ قُم فزوّج أبا طلحة.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا المثنى بن سعيد، حدّثنا قَتَادَة، عن أنس بن
مالك قال: كان النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يزور أمّ سُليم أحيانًا فتدركه الصلاة فيصلّى على بساط لنا وهو حَصِير ينضحه بالماء.
أخبرنا مُسْلم بن إبراهيم، أخبرنا رِبْعيّ بن عبد الله بن الجارود الهُذَلى، قال: حدّثنى الجارود قال: حدّثنى أنَس بن مالك أنّ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يزور أمّه أمّ