للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقومه، فأمرهم فرَجعوا إلى مَصَافّهم وقال لهم خيرًا، ثمّ نادى المشركون: يا محمد أَخرجْ إلينا الأكْفَاءَ من قَومنا. فقال رسول الله. -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا بنى هاشم! قوموا قاتِلوا بحقّكم الذى بعث الله به نبيّكم إذ جاءوا بباطلهم ليُطفئوا نور الله. فقام حمزة بن عبد المطّلب وعلىّ بن أبى طالب وعُبيدة بن الحارث بن المطّلب بن عبد مَناف فمشوا إليه، فقال عُتبة: تكلّموا نعرفكم، وكان عليهم البَيْض، فقال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطّلب أسد الله وأسد رسوله. فقال عُتبة: كُفْءٌ كريم، وأنا أسد الحلفاء، مَن هذان معك؟ قال: علىّ بن أبى طالب وعُبيدة بن الحارث، قال: كُفآن كريمان. ثمّ قال لابنه: قُمْ يا وليد، فقام إليه علىّ بن أبى طالب، فاختلفا ضربتين، فقتله علىّ. ثمّ قام عُتبة وقام إليه حمزة، فاختلفا ضربتين، فقتله حمزة، ثمّ قام شيبة وقام إليه عبيدة بن الحارث، وهو يومئذ أسنّ أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فضرب شَيبة رِجل عُبيدة بذُباب السيف، يعنى طَرَفه، فأصاب عَضَلة ساقه فقطعها، فَكَرّ حمزة وعلىّ على شَيبة فقتلاه وفيهم نزلت: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ} [سورة الحج: ١٩]. ونزلت فيهم سورة الأنفال أو عامّتها {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [سورة الدخان: ١٦]، يعنى يوم بدر، {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [سورة الحج: ٥٥] {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [سورة القمر: ٤٥]، قال: فرأى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى أثرهم مصلتًا للسيف يتلو هذه الآية وأجاز (١) على جَريحهم وطلب مُدبرهم.

واستُشهد يومئذ من المسلمين أربعة عشر رجلًا: ستّة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار فيهم عُبيدة بن الحارث بن المطّلب بن عبد مناف، وعُمير بن أبى وقّاص وعاقل ابن أبى البُكَير، ومِهجع مولى عمر بن الخطاب، وصفوان بن بيضاء، وسعد بن خيثمة، ومبشّر بن عبد المنذر، وحارثة بن سراقة، وعوف ومُعوّذ ابنا عَفراء، وعُمير بن الحُمام، ورافع بن مُعلّى، ويزيد بن الحارث بن فُسحُم.

وقُتل من المشركين، يومئذ، سبعون رجلًا، وأسر منهم سبعون رجلًا وكان فيمن قُتل منهم شَيبة وعُتبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، والوليد بن عُتبة، والعاص ابن سعيد بن العاص، وأبو جَهل بن هشام، وأبو البَخترى، وحَنْظَلة بن أبى سفيان


(١) لدى ابن الأثير فى النهاية (جوز) ومنه حديث أبى ذرّ رضى الله عنه "قَبْل أَنْ تُجِيزُوا عَلَىّ" أى تقتلونى وتُنْفِذُوا فِىَّ أمركم. وفى القاموس (ج و ز) وأَجَزْتُ على الجريح: أَجْهَزْتُ.