للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا جَرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن الشعبىّ قال: مكر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم أُحُد بالمشركين، وكان ذلك أوّل يوم مكر فيه.

أخبرنا هُشيم بن بشير قال: أخبرنا حُميد الطويل عن أنس بن مالك أنّ النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُسرَت رَباعيتهُ يوم أُحُد وشُجّ فى جبهته حتى سال الدم على وجهه، صلوات الله عليه ورضوانه ورحمته وبركاته. فقال:

كيف يُفلح قومٌ فعلوا هذا بنبيّهم وهو يدعوهم إلى ربّهم؟ فنزلت هذه الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [سورة آل عمران: ١٢٨].

أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أسامة عن هِشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة قالت: لمّا كان يوم أُحُد هُزم المشركون فصاح إبليس: أى عباد الله أُخراكم. قال: فرجعت أولاهم فاجتلدت هى وأُخراهم، فنظر حُذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: عبادَ الله، أبى! أبى! قالت: والله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حُذيفة: غَفَرَ الله لكم. قال عُروة: فوالله ما زال فى حُذيفة منه بقيّةُ خيرٍ حتى لحق بالله.

أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمة عن أبى الزّبير عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: رأيت كأنّى فى درع حصينة ورأيتُ بقرًا منحّرة فأوّلتُ أنّ الدّرع المدينة والبقر نَفَرٌ، فإن شئتم أقمنا بالمدينة، فإن دخلوا علينا قاتَلناهم فيها. فقالوا: والله ما دخلت (١) علينا فى الجاهليّة فتدخلَ علينا فى الإسلام. قال: فشأنَكم إذًا، فذهبوا فلبس رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأمته. فقالوا: ما صنعنا؟ رددنا على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رأيَهُ. فجاءوا فقالوا: شأنَك يا رسولَ الله. فقال: الآن ليس لنبىّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل.

حدّثنا محمّد بن حُميد العبدى عن مَعمر عن قَتادة: أنّ رَباعية النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أُصيبت يوم أُحُد، أصابها عُتبة بن أبى وقّاص وشَجّه فى جبهته، فكان سالم مولى أبى حُذيفة يغسل عن النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الدم والنبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول: كيف يُفلِح قومٌ صنعوا هذا بنبيّهم؟ فأنزل الله، تبارك وتعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [سورة آل عمران: ١٢٨].


(١) م "والله ما دُخِلَتْ علينا فى الجاهلية أَفَتُدْخَلُ علينا فى الإسلام".