للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لقينا من الرّيح ما ترون فارتحلوا فإنّى مرتحل: وقام فَجلس على بعيره وهو معقول، ثم ضربه فَوَثَب على ثلاثِ قوائم فما أطلق عِقاله إلّا بعدما قام.

وجعل النّاس يرحلون وأبو سفيان قائم حتى خفّ العسكر، فأقام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد فى مائتى فارس ساقَةً للعسكر ورِدْءًا لهم مخافةَ الطلب، فرجَع حُذَيفة إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأخبره بذلك كلّه وأصبح رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وليس بحضرته أحدٌ من العساكر قد انقشعوا إلى بلادهم فأذن النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، للمسلمين فى الانصراف إلى منازلهم فخرجوا مبادرين مسرورين بذلك، وكان فيمن قُتِل أيضًا فى أيام الخندق أنَس بن أوس بن عتيك من بنى عبد الأشهل قتله خالد بن الوليد، وعبد الله بن سَهل الأشهَلىّ وثعلبة بن غَنَمَة (١) بن عدىّ بن نابئ قتله هُبيرة بن أبى وهب، وكَعْب بن زيد من بنى دينار قتله ضِرار بن الخطّاب، وقُتل أيضًا من المشركين عثمان بن مُنبّه بن عُبيد بن السبّاق من بنى عبد الدّار بن قُصىّ، وحاصرهم المشركون خَمس عشرة ليلة وانصرف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم الأربعاء لسبع ليالٍ بقين من ذى القعدة سنة خمس.

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا حُميد الطويل عن أنس بن مالك قال: خرَج المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فى غداة باردة فجعل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول:

اللَّهُمَّ إنّ الخيرَ خيرُ الآخرهْ … فاغفرْ للأنصار والمهاجرهْ

فأجابوه:

نحن الذين بايعوا محمّدَا … على الجهاد ما بقينا أبدَا (٢)

أخبرنا عفّان بن مسلّم، أخبرنا حَمّاد بن سَلمَة قال: أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك: أنّ أصحاب النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كانوا يقولون وهم يحفرون الخندق.


(١) ل، م "عنمة" والصواب من المشتبه للذهبى والواقدى ص ٤٩٦، الذى ينقل عنه ابن سعد.
(٢) أورده الواقدى فى المغازى ج ٢ ص ٤٥٣.