للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله، فقال ابن الأعمى: يا أبتاه قتلتَ أباك، فرفع الأعمى يده فلطم ابنه فمات ابنه، فقال الأعمى: ويل لى قتلت أبى برميتى، وقتلت ابنى بلطمتى!

ثم حملت حواء فولدت شيثًا وأخته عزورا، فسمى هبة الله، اشتقّ له من اسم هابيل، فقال لها جبريل حين ولدته: هذا هبة الله لك بدل هابيل، وهو بالعربية شث، وبالسريانيّة شاث، وبالعبرانيّة شيث، وإليه أوصى آدم، صلوات الله عليه.

وكان آدم يوم ولد شيث ابن ثلاثين ومائة سنة، ثمّ تَغَشّاهَا آدم فَحَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فمَرّتْ بِهِ؛ يقول: قامت وقعدت، ثم أتاها الشيطان فى غير صورته فقال لها: يا حَوّاء ما هذا فى بطنك؟ قالت: لا أدرى! قال: فلعلّه يكون بهيمة من هذه البهائم؟ ثمّ قالت: ما أدرى! ثمّ أعرض عنها حتى إذا هى أثقلت أتاها فقال: كيف تجدينك يا حواء؟ قالت: إنى لأخاف أن يكون كالذى خوفتنى ما أستطيع القيام إذا قمتُ، قال: أفرأيت إن دعوتُ الله فجعله إنسانًا مثلك ومثل آدم تسميه بى؟ قالت: نعم، فانصرف عنها، وقالت لآدم: لقد أتانى آتٍ فأخبرنى أن الذى فى بطنى بهيمة من هذه البهائم، وإنى لأجد له ثقلًا وأخشى أن يكون كما قال؛ فلم يكن لآدم ولا لحواء همّ غيره حتى وضعته فذلك قول الله تبارك وتعالى: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [سورة الأعراف: ١٨٩] فكان هذا دعاءَهما قبل أن تلد.

فلمّا ولدت غلامًا سويًّا أتاها فقال لها: ألّا سميتِه كما وعدتِنى؟ قالت: وما اسمك؟ وكان اسمه عزازيل، ولو تسمّى به لعرفته، فقال: اسمى الحارث، فسمَّته عبد الحارث فمات، يقول الله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الأعراف: ١٩٠].

وأوحى الله إلى آدم: إنّ لى حَرَمًا بحيال عرشى، فانطلق فابن لى بيْتًا فيه، ثمّ حفّ به كما رأيت ملائكتى يحفّون بعرشى، فهنالك أستجيب لك ولولدك مَن كان منهم فى طاعتى، فقال آدم: أىْ ربّ وكيف لى بذلك؟ لست أقوى عليه ولا أهتدى له، فقيّض الله له مَلَكًا فانْطلق به نحو مكّة فكان آدم إذا مرّ بروضة ومكان يعجبه قال للملَك: انزل بنا ههنا، فيقول له الملَك: مكانك، حتى قدم