للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأسود على أبى قُبَيس، فلما دارت بالحرم ذهبت فى الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودى، وهو جبل بالحِصْنَيْنِ من أرض الموصل، فاستقرّت على الجودىّ بعد ستّة أشهر لتمام السنة، فقيل بعد الستّة الأشهر: {بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [سورة هود: ٤٤] فلمّا استوت على الجودى قيل: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} [سورة هود: ٤٤] يقول: احبسى ماءك؛ {وَغِيضَ الْمَاءُ} [سورة هود: ٤٤] نشفته الأرض، فصار ما نزل من السماء هذه البحور التى ترَون فى الأرض.

قال: فآخر ما بقى فى الأرض من الطوفان ماء بِحِسْمَى (١)، بقى فى الأرض أربعين سنة بعد الطوفان، ثمّ ذهب، فهبط نوح إلى قرية فبنى كلّ رجل منهم بيتًا، فسُمّيت سوق الثمانين، فغرق بنو قابيل كلّهم، وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام، قال: ودعا نوح على الأسد أن تُلقى عليه الحُمّى، وللحمامة بالأنس، وللغراب بشقاء المعيشة.

قال: أخبرنا قَبِيصَة بن عقبة السّوائى، أخبرنا سُفيان بن سعيد الثورىّ عن أبيه عن عكرمة قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام.

قال: ثم رجع الحديث إلى حديث هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال: وتزوّج نوح امرأة من بنى قابيل، فولدت له غلامًا فسمّاه يوناطن، فوُلد بمدينة بالمشرق يقال لها معلنور شمسا، فلمّا ضاقت بهم سوق الثمانين تحوّلوا إلى بابل فبنوها، وهى بين الفرات والصّراة، وكانت اثنى عشر فرسخًا فى اثنى عشر فرسخًا، وكان بابها موضع دُوران اليوم فوق جسر الكوفة يَسْرَةً إذا عبرت، فكثروا بها حتى بلغوا مائة ألف، وهم على الإسلام، ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم ببيت المقدس، ومات نوح، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (٢).

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العِجْلىّ عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن


(١) لدى البكرى: موضع من أرض جذام. ويقال إن الماء بقى بحسمى بعد نضوب الماء فى الطوفان ثمانين سنة، وبقيت منه بقية إلى اليوم.
(٢) أورد الطبرى بعضه ج ١ ص ٢٠٨ عن ابن سعد.