للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت، ثم جاء فقام عليه وقد مُثل به، فقال: لولا جزع النساء لتركتُه حتى يُحْشَرَ من حواصل الطير وبطون السباع، قال ثمّ أمر بالقتلى فجعل يصلّى عليهم، قال فيَضَعُ تسعة وحمزة فيكبّر عليهم سبعًا ثمّ يُرْفَعُونَ ويُتْرَك حمزة، ثمّ يُجاءُ بتسعة فيكبّر عليهم حتى فرغ منهم.

قال: أخبرنا رَوْح بن عبادة وعثمان بن عمر وزيد بن الحُباب عن أُسامة بن زيد، عن الزّهريّ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مرّ بعمّه حمزة يوم أحُد وقد جُدّع ومُثل به، فقال: لولا أن تَجِدَ صَفِيّةُ في نفسها لتركته حتى تأكله العافية، حتى يُحْشَرَ من بطون الطير والسباع، قال فكُفّن في نَمِرَة إذا خُمّر برأسه بَدَتْ رجلاه، وإذا مدّتْ على رجليه بدا رأسه، قال وقلّت الثيابُ وكثرت القتلى، فكُفّن الرجل والرجلان والثلاثة في ثوبٍ واحد، وكان يجمع الثلاثة والاثنين في قبر ثمّ يَسْألُ أيّهم أكثر قُرْآنًا فيُقَدمُهُ في اللّحْد.

قال: أخبرنا وكيع وعبد الله بن نُمَير عن هاشم بن عروة عن أبيه: أن حمزة بن عبد المطّلب كُفّن في ثوب واحد.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين، قال أخبرنا شَريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم، قال: قال خبّاب: كفّن حمزة في بردة، إذا غُطّى رأسه خرجت رجلاه وإذا غُطّيت رجلاه خرج رأسُه، فغُطّى رأسُه وجُعل على رجْليه إذْخِرٌ.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال أخبرنا محمّد بن صالح عن يزيد بن زيد، عن أبي أسيد الساعدى، قال: أنا مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على قبر حمزة، فجعلوا يجرّون النّمِرَةَ فتنكشف قدماه ويجرّونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر، قال فرفع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رأسه فإذا أصحابه يبكون، فقال: ما يُبكيكم؟ قيل: يا رسول الله لا نجد لعمّك اليوم ثوبًا واحدًا يسعه، فقال: إنّه يأتى على النّاس زمانٌ يخرجون إلى الأرياف فيُصيبون فيها مطعمًا وملبسًا ومركبًا، أو قال: مراكب، فيكتبون إلى أهلهم: هلمّوا إلينا فإنّكم بأرضٍ جَرَديّة، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، لا يَصْبِرُ على لأوائِها وشِدّتِها أحدٌ إلّا كُنْتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة.