للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في القوم مثلة وإن كانَتْ لَعَنْ غيرِ مَلإٍ منى، ما أمرتُ ولا نهيتُ ولا أحببتُ ولا كرهتُ، ساءنى ولا سرّنى، قال ونظروا فإذا حمزة قد بُقِر بطنُه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع هندُ أن تأكلها، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أكلتْ منها شيئًا؟ قالوا: لا، قال: ما كان الله لِيُدْخِلَ شيئًا من حمزة النّار.

قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز، قال حدّثني الزهريّ عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال يوم أُحُد مَنْ رأى مقتلَ حمزة؟ فقال رجل: أعزّك الله، أنا رأيت مقتله. قال: فانطَلِق فأرِناه. فخرج حتَّى وقف على حمزة، فرآه قد شُقّ بطنه، وقد مُثل به، فقال: يا رسول الله مُثل به والله، فكره رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن ينظر إليه، ووقف بين ظَهْرَانى القَتْلى فقال: أنا شهيد على هؤلاء، لُفّوهم في دمائهم فإنّه ليس من جريج يُجْرَح في الله إلّا جاء جرحُه يومَ القيامة يَدْمى، لونه لون الدّم، وريحُه ريح المسك، قدّموا أكثرَهُم قُرْآنًا فاجْعَلُوهُ في اللّحد.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال أخبرنا صالح المُرّى، قال أخبرنا سليمان التيميّ عن أبي عثمان النهدى، عن أبي هُريرة، أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقف على حمزة بن عبد المطلّب حيث اسْتُشْهِدَ، فنظر إلى منظرٍ لم ينظر إلى شئٍ قطّ كان أوجع لقلبه منه، ونظر إليه قد مُثِلَ به فقال: رحمة الله عليك، فإنّك كنت، ما علمتُ، وَصولًا للرحم فَعولًا للخيرات، ولولا حزن مَنْ بعدك عليك لسرّنى أن أتركك حتَّى يحشرك الله من أرواح شتّى، أما والله عَلَيّ ذلك لأمْثُلَنّ بسبعين منهم مكانك! فنزل جبريل، عليه السلام، والنّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، واقف بخواتيم النّحْل {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [سورة النحل: ١٢٦]، إلى آخر الآية، فكفّر النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن يمينه وأمسكَ عن الّذى أراد، وصبر.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال أخبرنا أبو بكر بن عيّاش عن يزيد، عن مِقْسَم، عن ابن عبّاس، قال: لما قُتِل حمزةُ يوم أُحُد أقبلت صفيّةُ تطلبه لا تدرى ما صَنَعَ، قال فَلَقِيَتْ عَلِيًّا والزّبير، فقال عليّ للزّبير: اذكر لأمّك، قال الزّبير: لا بل اذكر أنت لعَمّتِك، قالت: ما فَعَل حمزةُ؟ قال فأرياها أنّهما لا يدريان، قال فجاء النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال إنى أخاف على عقلها، قال فوضع