آخَرُونَ: الصَّرْف: الْوَزْن، والعدْل: الكَيْل. والصَّريف: اللَّبن إِذا سكنت رُغوته. قَالَ الراجز: لم يَغذُها مُدٌّ وَلَا نَصيفُ وَلَا تمَيْرات وَلَا تعجيفُ لَكِن غَذاها اللَّبن الخريفُ المَحْض والقارصُ والصَّريفُ وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا يسمَّى صَريفاً حَتَّى يُنصرف بِهِ عَن الضَّرع. والصَّريف: صريف الْفَحْل من الْإِبِل بنابه حَتَّى يُسمع لَهُ صَوت. قَالَ النَّابِغَة:
(مقذوفةٍ بدَخِيس النَّحْض بازلُها ... لَهُ صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ)
وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: صريف الْفَحْل: تهدُّده.
وصريف النَّاقة إعياء، وَرُبمَا كَانَ أيْناً وَرُبمَا كَانَ نشاطاً. وَيُقَال: عنز صارفٌ، إِذا أَرَادَت الْفَحْل، وَزعم قوم أَن هَذِه الْكَلِمَة مولَّدة. والصرّاف: بَياع الدَّرَاهِم، وَهُوَ الصَّيْرَفي أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(تَنفي يداها الْحَصَى فِي كلّ هاجرةٍ ... نَفْيَ الدَّراهيم تنقادُ الصَّياريفِ)
وَرجل صَيْرَف: متصرِّف فِي الْأُمُور مُجِدٌّ فِيهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(قد كنت خَرّاجاً وَلوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاص)
اللَّحاص: الضِّيق، وتلتحصني: تفتعلني مِنْهُ، وحَيْصَ بَيْص: كلمتان تقالان يومأ بهما إِلَى الضّيق وَمَا لَا يُتخلّص مِنْهُ. يَقُول: لم تَضِقْ عليّ الْأُمُور. والصِّرْف: صِبغ أَحْمَر. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الصَّبْغ الَّذِي تُصبغ بِهِ شُرُك النِّعَال. قَالَ الشَّاعِر:)
(كميتٌ غير محلفةٍ ولكنْ ... كلون الصِّرْفِ عُل بِهِ الأديمُ)
يعْنى فرسا، يَقُول: لونُها غير مُشْكِل على من رَآهُ فَلَا يُحلف عَلَيْهِ. وَقَالَ أَيْضا: المُحْلِفَة: الَّتِي يُشَكّ فِيهَا فَيحلف هَذَا أَنَّهَا كُميت وَيحلف هَذَا أَنَّهَا لَيست كَذَلِك. وَقد يسمَّى الدَّم صِرْفاً تَشْبِيها بذلك. قَالَ الشَّاعِر:
(شامِذاً تتّقي المبِسَّ عَن المُرْ ... يَةِ كُرْهاً بالصِّرفِ ذِي الطُّلاءِ)
وَإِنَّمَا يصف حَربًا، أَلا ترَاهُ يَقُول قبل هَذَا:
(أَصبَحت حربُنا وحربُ بني الحا ... رث مشبوبةً بأغلى الدِّمَاء)
إِنَّمَا أَرَادَ أَن النَّاقة تُحلب لَبَنًا، وَهَذِه الْحَرْب تُحلب دَمًا، والصِّرف: الدَّم، والطُّلاء: الدَّم بِعَيْنِه.
وصَرْف الدَّهْر: تقلُّبه، وَالْجمع صُروف. قَالَ الراجز: ونجَّذتْني هَذِه الصُّروفُ عَزوزُها والثَّرَّةُ الصَفوفُ يُروى: الصّفوف والضَّفوف بالصَّاد وَالضَّاد. وَهَذَا مثل، يَقُول: تصرف بِي الدهرُ فِي شدّته ورخائه، والعَزوز: الضيّقة الأحاليل من النوق وَالْغنم، والثَرة: الغزيرة. وَهَذَا مثل.
والصَّرَفان: تمر مَعْرُوف. وَزعم قوم أَن الرصاص يسمَّى صَرَفاناً، وَلَا أَدْرِي مَا أَقُول فِيهِ.
وأنشدوا بَيت الزبّاء: