للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المفرّج، وقتل صالح وابنه الأصغر. وبعث الدّزبرىّ برأس صالح الى الظاهر بمصر، وأفلت نصر بن صالح الأكبر الى حلب. واستولى اللدزبرىّ على الشام ونزل على دمشق، وكتب الى الظاهر كتابا مضمونه النصر، ويعرّفه فيه بما جرى؛ وكان بينه وبينهما ملحمة هائلة. ولما فرغ الدزبرىّ من القتال مدحه مظفر «١» الدولة بن حيّوس بأبيات بسبب هذه الواقعة، أوّلها: [الكامل]

هل للخليط المستقلّ إياب ... أم هل لأيّام مضت أعقاب

يامىّ هل لدنوّ دارك رجعة ... أم للعتاب لديكم إعتاب

لا أرتجى يوما سلوّا عنكم ... هيهات سدّت دونه الأبواب

أوصاب جسمى من جناية بعدكم ... والصبر صبر بعدكم أو صاب

ولمصطفى الملك اعتزام المصطفى ... لمّا أحاط بيثرب الأحزاب

يومان للإسلام عزّ لديهما ... دين الإله وذلّت الأعراب

طلبوا العقاب ليسلموا بنفوسهم ... فابتزهم دون العقاب عقاب

واستشعروا نصرا فكان عليهم ... وتقطّعت دون المراد رقاب

كانوا حديدا في الوغى «٢» لكنّهم ... لما اصطلوا نار المظفّر ذابوا

والقصيدة أطول من هذا، وكلّها على هذا النّموذج. ولمّا انهزم شبل الدولة نصر بن صالح المذكور الى حلب وملكها، طمع صاحب أنطاكية الرومىّ في حلب،