للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّتر، وهو صاحب العذاب، وأحضرت آلات العقوبة، فضرب الأكبر بحضوره بالسّياط إلى أن قارب الهلاك، وثنىّ بأخيه كذلك؛ وامر بإخراجهما وقطع أيديهما وسلّ ألسنتهما من قفيّهما، وصلبا على بابى زويلة الأوّل والثانى زمانا.

وأقام الظافر ابن مصال «١» المغربىّ وزيرا مدة شهرين. فخرج عليه ابن سلّار، وكان واليا على البحيرة والإسكندرية، ولم يرض بوزارة ابن مصال المذكور، وتابعه عباس وكان واليا على الغربية، وهو ولد زوجته. فلمّا بلغ الوزير ابن مصال ذلك، خرج إلى الصعيد لكونه لم يطق لقاء ابن سلّار ومن معه على غير موافقة من الخليفة الظافر. ودخل ابن سلّار إلى القاهرة وزيرا؛ فما طابت به نفس الخليفة الظافر بالله، فباشر الأمور مباشرة بجدّ. وأقام الظافر خليفة إلى أوائل سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ولم يصف بين الخليفة والوزير عيش قطّ، وجرت بينهما أمور؛ وثبت عند ابن سلّار كراهة الخليفة فيه، فاحترز على نفسه منه، وأقام كذلك أربع سنين وبعض الخامسة، حتّى قتله نصر بن عبّاس اغتيالا فى داره. وذكر أنّ ذلك بموافقة الخليفة الظافر على ذلك؛ لأنّ هذا نصرا كان قد اختلط بالخليفة اختلاطا دائما أدّى إلى حسد أكثر أهل الدولة له على ذلك. وخشى عبّاس على نفسه من ولده نصر المذكور لما تمّ منه فى حقّ ابن سلّار؛ فرمى بينه وبين الخليفة بموهمات قبيحة، حتّى قتل نصر الخليفة أيضا. ودفنه فى داره التى بالسيوفيّين «٢» ، وقتل أستاذين معه.

ولمّا عدم الخليفة استخلف ولده بعده، وهو أبو القاسم عيسى، ونعت بالفائز بنصر الله، وكان عمره يومئذ خمس سنين. أخرجه الوزير عبّاس من عند جدّته أمّ