للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره.- فجاء شاور ليعود أسد الدين فقبض عليه وقتله. والثانى أنّ صلاح الدين وجرديك اتّفقا على قتله وأخبرا أسد الدين فنهاهما، وقال: لا تفعلا، فنحن فى بلاده ومعه عسكر عظيم، فأمسكا عن ذلك إلى أن اتّفق أنّ أسد الدين ركب إلى زيارة الإمام الشافعىّ- رضى الله عنه- وأقام عنده، فجاء شاور على عادته إلى أسد الدين فالتقاه صلاح الدين وجرديك وقالا: هو فى الزيارة انزل، فامتنع؛ فجذباه فوقع إلى الأرض فقتلاه. والثالث أنّهما لمّا جذباه لم يمكنهما قتله بغير أمر أسد الدين فسحبه الغلمان إلى الخيمة وانهزم أصحابه عنه إلى القاهرة ليجيّشوا عليهم.

وعلم أسد الدين فعاد مسرعا، وجاء رسول من العاضد برقعة يطلب من أسد الدين رأس شاور، وتتابعت الرّسل. وكان أسد الدين قد بعث إلى شاور مع الفقيه عيسى «١» يقول: لك فى رقبتى أيمان، وأنا خائف عليك من الذي عندى فلا تجىء. فلم يلتفت وجاء على العادة فوقع ما ذكرناه. ولما تكاثرت الرسل من العاضد دخل جرديك إلى الخيمة وجزر رأسه، وبعث أسد الدين برأسه إلى العاضد فسرّبه. ثم طلب العاضد ولد شاور الملك الكامل وقتله فى الدّهليز وقتل أخاه، واستوزر أسد الدين شيركوه، وذلك فى شهر ربيع الأوّل. وهذا الذي أشرنا إليه من أنّ ولاية أسد الدين للوزر كانت بعد قتل شاور.

ولما قتل شاور وابنه الكامل، بعث العاضد منشورا بالوزارة لأسد الدين بخطّ القاضى الفاضل وعليه خطّ العاضد بما صورته: