قال ابن خلّكان: وأمّا القصيدتان اللتان ذكرت أنّ سبط بن التّعاويذىّ أنفذهما إليه من بغداد، وأنّ إحداهما وازن بها قصيدة صرّدرّ «١» الشاعر، وقد ذكرت منها أبياتا فى ترجمة الكندرىّ «٢» وأوّلها:
أكذا يجازى ودّ كلّ قرين ... أم هذه شيم الظّباء العين
ثم ذكر قصيدة سبط [بن] التّعاويذىّ. وهى على هذا الوزن أضربت عن ذكرها لطولها. ثم قال ابن خلّكان: وأمّا القصيدة الثانية (يعنى التى كتبها إليه الخليفة فى أوائل أمر صلاح الدين) قال: فمنها قوله:
حتّام أرضى فى هواك وتغضب ... وإلى متى تجنى علىّ وتعتب
ما كان لى لولا ملالك زلّة ... لمّا مللت زعمت أنّى مذنب
خذ فى أفانين الصدود فإنّ لى ... قلبا على العلّات لا يتقلّب
أتظنّنى أضمرت بعدك سلوة ... هيهات عطفك من سلوّى أقرب
لى فيك نار جوانح ما تنطفى ... حزنا وماء مدامع ما ينضب
أنسيت أيّاما لنا ولياليا ... للهو فيها والبطالة ملعب
أيام لا الواشى يعدّ ضلالة ... ولهى عليك ولا العذول يؤنّب
قد كنت تنصفنى المودّة راكبا ... فى الحبّ من أخطاره ما أركب