المذكور حتّى حضر، فلمّا حضر استانس به وقايضه ودخلا دمشق، ومشى الجواد بين يدى الصالح وحمل الغاشية من تحت «١» القلعة، ثمّ حملها بعده الملك المظفّر صاحب حماة من باب «٢» الحديد، ونزل الملك الصالح أيّوب بقلعة دمشق، والجواد فى دار فرخشاه؛ ثم ندم الجواد على مقايضة دمشق بسنجار، واستدعى المقدّمين والجند واستحلفهم، وجمع الصالح أصحابه عنده فى القلعة، وأراد الصالح أن يرحق دار فرخشاه، فدخل ابن «٣» جرير فى الوسط وأصلح الحال. ثم خرج الجواد إلى النّيرب «٤» ، واجتمع الخلق عند باب النصر «٥» يدعون عليه ويسبّونه فى وجهه، وكان قد أساء السّيرة فى أهل دمشق. ثم خرج الصالح من دمشق وتوجّه إلى خربة «٦» اللّصوص على عزم الديار المصريّة، فكاتب عمّه صاحب بعلبكّ الملك الصالح إسماعيل بن العادل، وسار الملك الصالح نجم الدين إلى نابلس فاستولى عليها وعلى بلاد الناصر داود؛ فتوجّه الناصر داود إلى مصر داخلا فى طاعة الملك العادل، فأكرمه العادل وأقام الصالح بنابلس ينتظر مجىء عمّه الصالح إسماعيل، فلم يلتفت الملك الصالح إسماعيل إلى ابن أخيه الصالح نجم الدين أيّوب هذا؛ وتوجّه نحو دمشق وهجم عليها ومعه أسد الدين شيركوه صاحب حمص فدخلوها يوم الثلاثاء سابع عشرين صفر من سنة سبع وثلاثين؛ كلّ ذلك والصالح نجم الدين مقيم بنابلس؛ واتّفق الملك الصالح إسماعيل صاحب بعلبكّ، وأسد الدين شيركوه صاحب حمص على أن تكون البلاد بينهما مناصفة.
ونزل الصالح إسماعيل فى دمشق بداره بدرب الشعّارين، ونزل صاحب جمص بداره