وأمّا الخوارزميّة فإنّهم تغلّبوا على عدّة «١» قلاع وعاثوا وخرّبوا البلاد، وكانوا شرّا من التّتار، لا يعفون عن قتل ولا [عن] سبى ولا فى قلوبهم رحمة. وفى سنة إحدى وأربعين وقع الصلح بين الصالحين «٢» وصاحب حمص على أن تكون دمشق للصالح إسماعيل؛ وأن يقيم هو والحلبيّون والحمصيّون الخطبة فى بلادهم لصاحب مصر، وأن يخرج ولده الملك المغيث من اعتقال الملك الصالح إسماعيل.- والملك المغيث هو ابن الملك الصالح نجم الدين، كان معتقلا قبل سلطنته فى واقعة جرت.
قلت:(يعنى أنّ الصالح قبض عليه لمّا ملك دمشق بعد خروج الصالح من دمشق قاصدا الديار المصريّة قبل أن يقبض عليه الناصر داود) وقد ذكرنا ذلك كلّه فى ترجمة العادل مفصّلا. قلت: وكذلك أطلق أصحاب الصالح، مثل حسام الدين ابن أبى علىّ، ومجير الدين بن أبى ذكرى، فأطلقهم الملك الصالح إسماعيل-.
وركب الملك المغيث وبقى يسير ويرجع إلى القلعة، وردّ على حسام الدين ما أخذ منه.
ثم ساروا إلى مصر، واتّفق الملوك على عداوة الناصر داود وجهّز الصالح إسماعيل عسكرا يحاصرون عجلون «٣» وهى للناصر، وخطب لصاحب مصر فى بلاده، [وبقى عنده المغيث حتّى تأتيه نسخ الأيمان، ثم بطل ذلك كلّه «٤» ] . وقال ابن «٥» واصل: