صوفيّا. وقد ذكرنا حكايته مع الشّهاب «١» الخيمىّ لمّا ادّعى كلّ منهما القصيدة البائية التى أوّلها:
يا مطلبا ليس لى فى غيره أرب
وتداعيا عند الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض فأمر ابن الفارض أن يعمل كل منهما قصيدة على الوزن والقافية فعملا ذلك، فحكم ابن الفارض بالقصيدة للشهاب الخيمىّ. وقد ذكرنا القصائد الثلاث فى «المنهل الصافى» فى ترجمة شهاب الدين الخيمىّ. وابن إسرائيل هذا ممّن تكلّموا فيه ورموه بالاتّحاد.
والله أعلم بحاله. ومن شعر ابن إسرائيل هذا على مذهب القوم:
خلا منه طرفى وامتلا منه خاطرى ... فطرفى له شاك وقلبى شاكر
ولو أنّنى أنصفت لم تشك مقلتى ... بعادا ودارات الوجود مظاهر
وله أيضا:
يا من تناءى وفؤادى داره ... مضناك قد أقلقه تذكاره
صددت عنه قبل ما وصلته ... وكان قبل سكره خماره
وفيها توفّى الشيخ الإمام العلّامة مجد الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر ابن أحمد بن أبى شاكر الإربلىّ الأديب الفقيه الحنفىّ المعروف بابن الظّهير. مولده بإربل فى ثانى صفر سنة اثنتين وستمائة ونشأ بها، وطلب العلم وتفقّه وبرع فى الفقه والأصول والعربيّة، وقدم دمشق وتصدّى بها للإقراء والتدريس ودرّس بالقايمازيّة «٢»