الحارث. فلما استخلف الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه كتب عنه رجاء بن حيوة الكندىّ، ثم ابن أبى رقيّة «١» ؛ فلما استخلف يزيد بن عبد الملك كتب عنه سعيد بن الوليد الأبرش، ثم محمد بن عبد الله بن حارثة الأنصارىّ.
فلما استخلف هشام بن عبد الملك أبقاهما على عادتهما، واستكتب معهما سالما مولاه. فلما استخلف الوليد بن يزيد كتب عنه العباس بن مسلم. فلما استخلف يزيد بن الوليد كتب عنه ثابت بن سليمان. فلما استخلف «٢» إبراهيم بن الوليد كتب عنه أيضا ثابت على عادته. فلما صارت الخلافة إلى مروان بن محمد بن مروان كتب عنه عبد الحميد بن يحيى مولى بنى عامر إلى حين انقراض الدول الأمويّة. ثم صارت الخلافة لبنى العباس فاتخذوا كتّابهم وزراء، وكان أوّل خلفاء بنى العباس أبو العباس عبد الله ابن محمد السفّاح فاتخذ أبا سلمة [حفص بن سليمان «٣» ] الخلّال، وهو أوّل وزير وزر فى الإسلام؛ ثم استوزر معه [خالد «٤» بن] برمك وسليمان بن مخلد والربيع بن يونس، فتراكمت عليهم الأشغال، واتّسعت عليهم الأمور، فأفردوا للمكاتبات ديوانا، وكانوا يعبّرون عنه تارة بصاحب ديوان الرسائل، وتارة بصاحب ديوان المكاتبات، وتفرّقت دواوين الإنشاء فى الأقطار، فكان بكلّ مملكة ديوان إنشاء؛ وكانت الديار المصريّة من حين الفتح الإسلامى وإلى الدولة الطّولونية إمارة، ولم يكن لديوان الإنشاء فيها كبير أمر. فلما استولى أحمد بن طولون عظمت مملكتها وقوى أمرها فكتب عنه أبو جعفر محمد بن أحمد بن مودود. وكتب لولده خمارويه إسحاق بن نصر