لمن لا يحمدك، وتصير إلى من لا يعذرك، والسلام» . فلما ولي يزيد نزع أبا بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم عن المدينة، واستعمل عبد الرحمن بن الضحّاك بن قيس الفهرىّ عليها، فاستقضى عبد الرحمن بن سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد المخزومىّ، وأراد معارضة ابن حزم فلم يجد عليه سبيلاً حتى شكا عثمان بن حيان إلى يزيد من ابن حزم أنه ضربه حدين وطلب منه أن يقيده «١» منه. ثم عمد يزيد إلى كل ما صنعه ابن عمه عمر بن عبد العزيز مما لم يوافق هواه فرده، ولم يخف شناعةً عاجلةً ولا إثماً آجلاً.
فمن ذلك أن محمد بن يوسف أخا الحجاج بن يوسف كان عاملاً على اليمن، فجعل عليهم خراجاً محدداً «٢» ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله باليمن يأمره بالاقتصار على العشر ونصف العشر وترك ما حدده محمد، وقال: لأن يأتيني من اليمن حفنة ذرة أحب إلي من تقرير هذه الوظيفة. فلما ولي يزيد بعد عمر أمر بردها، وقال لعامله: خذها منهم ولو صاروا حرضاً «٣» ، والسلام. ثم عزل جماعةً من العمال. فمن قال بعزل أيوب عن مصر فهو يستدل بما ذكرناه، والأصح أنه مات في التاريخ المذكور المقدم ذكره.
*** السنة الأولى من ولاية أيوب بن شرحبيل على مصر وهي سنة تسع وتسعين- فيها أغارت الخزر على أرمينية وأذربيجان، وأمير تلك البلاد يوم ذاك عبد العزيز بن حاتم الباهلي، وكان بينهم وقعة قتل الله فيها عامة الخزر، وكتب عبد العزيز الباهلي إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بذلك. وفيها حج بالناس أبو بكر بن حزم. وفيها استقضى عمر بن عبد العزيز الشّع؟؟؟ ىّ على الكوفة. وفيها قدم يزيد بن المهلب بن أبى