السلطنة بديار مصر الأمير سلّار، ونائب الشام الأمير آقوش الأفرم الصغير، ونائب حلب الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورىّ، ونائب حماة الأمير سيف الدين قبجق المنصورىّ، ونائب طرابلس الأمير سيف الدين أسندمر المنصورىّ. ثم فشا فى الناس فى السنة المذكورة أمراض حادّة، وعمّ [الوباء «١» ] الخلائق وعزّ سائر ما يحتاج إليه المرضى. ثم توقفت زيادة النيل إلى أن دخل شهر مسرى، وارتفع سعر القمح وسائر الغلال، ومنع الأمراء البيع من شونهم إلّا الأمير عزّ الدين أيدمر الخطيرىّ الأستادار، فإنّه تقدّم إلى مباشريه ألّا يتركوا عنده سوى مئونة سنة واحدة، وباع ما عداه قليلا قليلا. والخطيرىّ هذا هو صاحب الجامع «٢» الذي بخطّ بولاق. انتهى.
وخاف الناس أن يقع نظير غلاء كتبغا، وتشاءم الناس بسلطنة الملك المظفّر بيبرس المذكور. ثمّ إنّ الخطيب نور الدّين علىّ بن محمد بن الحسن بن علىّ القسطلانيّ «٣» خرج بالناس واستسقى، وكان يوما مشهودا، فنودى من الغد بثلاث أصابع، ثم توقّفت الزيادة مدّة، ثم زاد وانتهت زيادة النيل فيه إلى خمس عشرة ذراعا وسبع عشرة إصبعا فى سابع عشرين توت، ثم «٤» نقص فى أيّام النسىء وجاء النّوروز ولم يوفّ النيل ستّ عشرة ذراعا ففتح خليج «٥» السدّ فى يوم الجمعة ثامن توت وهو ثامن عشرين «٦» شهر ربيع الأوّل. وذكر بعضهم أنّه لم يوفّ إلى تاسع عشر بابه، وهو يوم الخميس