للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

فغضب جرير وقال أبياتاً، ثم وثب وقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت كل سنة خمسة عشر ألفاً، فقال له عبد الملك: وله مثلها مني.

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وستة عشر إصبعاً.

*** السنة الثالثة من ولاية الوليد بن رفاعة على مصر وهي سنة إحدى عشرة ومائة- فيها عزل الخليفة هشام بن عبد الملك أشرس بن عبد الله السّلمىّ عن خراسان وولاها الجنيد بن عبد «١» الرحمن المرّىّ، وسبب عزل أشرس لما فعله بالمدينة وكيف انتقضت عليه السّغد، وتخلف أهل بخارا واستجاشوا عليه بخاقان ملك الترك، وفتح على المسلمين باباً واسعاً ذهبت فيه الأموال وضعفت العساكر من سوء تدبيره.

وفيها غزا معاوية ابن الخليفة هشام الصائفة ووغل في بلاد الروم، وغزا أيضاً أخوه سعيد بن هشام فوصل إلى قيسارية. وفيها ولى هشام الجراح بن عبد الله الحكمي على أرمينية. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام. وفيها توفي يزيد بن عبد الله بن الشّخّير أبو العلاء من الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة، وكان من كلامه يقول: لأن أعافى فأشكر، أحبّ إلىّ من أن أبتلى فأصبر. وفيها غزا في البحر عبد الله بن أبي مريم. وفيها سارت الترك إلى أذربيجان فلقيهم الحارث بن عمرو فهزمهم بعد قتال كثير واستباح عسكرهم. وفيها عزل عبيدة بن عبد الرحمن عامل إفريقيّة عثمان ابن أبي نسعة عن الأندلس واستعمل عليها الهيثم بن عبد الله «٢» الكناني.