لمّا أتى نهر الساجور قلت له ... ماذا التأخّر من حين إلى حين
فقال أخّرنى ربّى ليجعلنى ... من بعض معروف سيف الدّين أرغون
وقال الشيخ بدر الدين الحسن [بن عمر بن «١» الحسن] بن حبيب فى المعنى أيضا:
قد أصبحت الشّهباء تثنى على ... أرغون فى صبح وديجور
من نهر الساجور أجرى بها ... للناس بحرا غير مسجور
وقد استوعبنا أمر أرغون هذا فى المنهل الصانى أكثر من هذا، إذ هو محلّ الإطناب فى التراجم.
وتوفّى تاج الدين إسحاق [بن عبد الكريم «٢» ] ، وكان أوّلا يدعى عبد الوهاب، ناظر الخاصّ الشريف فى يوم الاثنين مستهلّ جمادى الآخرة. وكان أصله من أقباط مصر يخدم فى الدواوين، ثم صار ناظر الدولة، ثم باشر نظر الخاصّ بعد كريم الدين الكبير، فباشر بسكون وحشمة وانجماع «٣» عن الناس مع حسن سياسة إلى أن مات. وتولّى الخاصّ بعده ابنه شمس الدين موسى الذي وقع له مع النّشو ما وقع من العقوبات والمصادرات، ومدّ الله فى عمره إلى أن رأى نكبة النّشو وقتله، على ما سيأتى ذكره إن شاء الله تعالى فى محله من هذا الكتاب على سبيل الاختصار. وقد استوعبنا أمر موسى المذكور فى المنهل الصافى بما فيه عجائب وغرائب، فلينظر هناك.
وتوفّى التاجر تاج الدين أبو بكر بن معين الدين محمد بن الدّمامينىّ رئيس تجار الكارم «٤» فى ثالث عشرين جمادى الآخرة، وقد قارب ثمانين سنة، وترك مائة ألف دينار عينا.