خلكان: كانت ولادته يعني الخليل في سنة مائة من الهجرة وتوفي في سنة سبعين ومائة وقيل خمس وسبعين ومائة، وقال ابن قانع في تاريخه المرتب على السنين: إنه توفي سنة ستين ومائة، وقال ابن الجوزي في كتابه الذي سماه «شذور العقود» : إنه مات سنة ثلاثين ومائة وهذا غلط قطعاً، والصحيح أنه عاش لبعد الستين ومائة، ويقال:
إنه كان له ولد فدخل عليه فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس فقال: إن أبي جن فدخلوا إليه وأخبروه، فقال مخاطبا لابنه:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وأربعة أصابع ونصف إصبع.
*** السنة الرابعة من ولاية الحوثرة على مصر إلى شهر رجب، ومن رجب حكمها المغيرة بن عبيد الله الآتي ذكره وهي سنة إحدى وثلاثين ومائة- فيها كانت وقعة بين ابن هبيرة وبين عامر بن ضبارة، فالتقوا بنواحي أصبهان في شهر رجب فقتل ابن ضبارة في المصاف.
وذكر محمد بن جرير الطبري: أن عامر بن ضبارة كان في مائة ألف، ثم بعث ابن هبيرة إلى مروان الحمار يخبره بقتله عامر بن ضبارة وطلب منه المدد فأمده بأمير مصر صاحب الترجمة حوثرة بن سهيل الباهلي بعد أن عزله عن إمرة مصر وبعثه في عشرة آلاف من قيس، ثم تجمعت جيوش مروان الحمار بنهاوند وعليهم مالك ابن أدهم فضايقهم قحطبة أربعة أشهر حتى خرجوا بالأمان في شوال، ثم قتل قحطبة وجوهاً من عسكر أهل مصر، ثم أقبل قحطبة يريد العراق فخرج إليه متوليها ابن هبيرة