وفي هذه السنة أسلم الصاحب شمس الدين المقسى وكان نصرانيا يباشر في دواوين الأمراء، فلما أسلم استقرّ مستوفى المماليك السلطانية.
وفي سنة سبع وستين وسبعمائة أخذت الفرنج مدينة إسكندرية في يوم الجمعة ثالث «١» عشرين المحرّم، وخبر ذلك أنه لمّا كان يوم الجمعة المذكور طرق الفرنج مدينة الاسكندرية على حين غفلة في سبعين قطعة ومعهم صاحب قبرس وعدّة الفرنج تزيد على ثلاثين ألفا وخرجوا من البحر المالح إلى برّ الإسكندرية فخرج أهلها إليهم فتقاتلوا فقتل من المسلمين نحو أربعة آلاف نفس واقتحمت الفرنج الإسكندرية وأخذوها بالسيف واستمروا بها أربعة أيام وهم يقتلون وينهبون ويأسرون وجاء الخبر بذلك إلى الأتابك يلبغا وكان السلطان بسرياقوس «٢» ، فقام من وقته ورجع إلى القلعة ورسم للعساكر بالسفر إلى الإسكندرية، وصلّى السلطان الظّهر وركب من يومه ومعه الأتابك يلبغا والعساكر الإسلامية في الحال وعدّوا النيل وجدّوا فى السّير من غير ترتيب ولا تعبية حتى وصلوا إلى الطّرّانة «٣» والعساكر يتبع بعضها بعضا، فلمّا وصل السلطان إلى الطرّانة أرسل جاليشا «٤» من الأمراء أمامه في خفية وهم قطلوبغا المنصورى وكوندك وخليل بن قوصون وجماعة من الطبلخانات والعشرات وغيرهم وجدّوا في السير، وبينماهم في ذلك جاء الخبر بأن العدوّ المخذول لمّا سمعوا بقدوم