للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والناصرى هذا هو صاحب الوقعة مع الملك الظاهر برقوق الآتى ذكرها في ترجمة الظاهر المذكور.

ثم في سنة ثلاث وسبعين عزل السلطان الأمير اشقتمر الماردينى عن نيابة حلب بالأمير عز الدين أيدمر الدوادار.

قلت: وإشقتمر الماردينى هذا ومنجك اليوسفى نائب الشام وبيدمر الخوارزمى هؤلاء الثلاثة لا أعلم أحدا في الدولة التركيّة ولى ولايتهم من الأعمال والوظائف ولا طال مكثه في السعادة مثلهم على ما ذكرناه فيما مضى وما سنذكره فيما يأتى إن شاء الله تعالى على أن اشقتمر هذا طال عمره في السعادة حتى ولى نيابة الشام عن الملك الظاهر برقوق، وبرقوق يومئذ في خدمة منجك اليوسفى نائب الشام، وإلى الآن لم يتصل بخدمة السلطان ولا صار من جملة المماليك السلطانية وقد تقدّم أنّ اشقتمر ولى الأعمال الجليلة من سلطنة الملك الناصر حسن الأولى وكان يلبغا العمرى أستاذ برقوق يوم ذاك خاصّكيّا، فانظر إلى تقلّبات هذا الدهر ونيل كلّ موعود بما وعد. انتهى.

وفى سنة ثلاث وسبعين المذكورة رسم السلطان الملك الأشرف أنّ الأشراف بالديار المصرية والبلاد الشامية كلّهم يسمون عمائمهم بعلامة خضراء بارزة للخاصّة والعامّة إجلالا لحقّهم وتعظيما لقدرهم ليقابلوا بالقبول والإقبال ويمتازوا عن غيرهم من المسلمين، فوقع ذلك ولبسوا الأشراف العلائم الخضر، التى هي الآن مستمرّة على رعوسهم، فقال الأديب شمس الدين محمد بن إبراهيم الشهير بالمزيّن في هذا المعنى: [الكامل]

أطراف تيجان أتت من سندس ... خضر كأعلام على الأشراف

والأشرف السلطان خصّصهم بها ... شرفا لنعرفهم من الأطراف

وقال أيضا في المعنى الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن جابر الأندلسى: [الكامل]