صاروا مبعودين في الدّول وماتوا قهرا مما قاسوه من الذل والهوان، حتى إننى رأيت منهم من كان عمّر واحتاج إلى السؤال، وما ربك بظلّام للعبيد.
وكان السلطان الملك الأشرف- رحمه الله تعالى- من أجلّ الملوك سماحة وشهامة وتجملا وسؤددا.
قال قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى- رحمه الله- فى تاريخه: كان ملكا جليلا لم ير مثله فى الحلم، كان هينا ليّنا محبّا لأهل الخير والعلماء والفقراء مقتديا بالأمور الشّرعية واقفا عندها محسنا لإخوته وأقار به وبنى أعمامه، أنعم عليهم وأعطاهم الإمريات والإقطاعات وهذا لم يعهد من ملك قبله في ملوك الترك ولا غيرهم ولم يكن فيه ما يعاب، سوى كونه كان محبّا لجمع المال. وكان كريما يفرّق في كل سنة على الأمراء أقبية بطرز زركش والخيول المسوّمة بالكنابيش الزركش والسلاسل الذّهب والسروج الذّهب وكذلك على جميع أرباب الوظائف وهذا لم يفعله ملك قبله. انتهى كلام العينى باختصار- رحمه الله تعالى-.
وقال غيره- رحمه الله- وكان ملكا جليلا شجاعا مهابا كريما هيّنا ليّنا محبّا للرعية، قيل إنه لم يل الملك في الدولة التركية أحلم منه ولا أحسن خلقا وخلقا وأبطل عدّه مكوس في سلطنته. والله أعلم.
قلت: حدّثنى العلامة علاء «١» الدّين على القلقشندى- تغمده الله تعالى- الشافعى، قال حدّثنى العلّامة قاضى القضاة شمس الدين محمد البساطىّ «٢» المالكىّ