بيغوت ساعة ثمّ انهزم، وقبض عليه [بيغوت]«١» وقطع رأسه، وحملها إلى الملك الناصر، ورفعت على رمح وطيف بها دمشق، ثمّ علّقت على سور دمشق، ثمّ قدم الخبر باجتماع الأتابك يشبك وشيخ وجركس، وأنّهم فى دون الألف فارس، وهم على حمص، وأنّهم اشتدّوا على النّاس فى طلب المال، فكتب السّلطان فى الحال للأمير نوروز الحافظىّ وهو بمدينة حلب، عند تمربغا المشطوب يستدعيه لمحاربة يشبك وشيخ، وأنه ولّاه نيابة الشّام وأمره أن يحمل إليه جماعة من الأمراء، ويبعث السلطان إليه التّقليد والتّشريف مع الأمير سلامش، ثم جهّز السلطان سلامش إلى نوروز، وعلى يده خلعته بنيابة دمشق، فلبس نوروز الخلعة، وقبّل الأرض وامتثل ما أمره السّلطان به من قتال الأمراء وغيره، وكتب يعتذر من عدم الحضور بما عنده من الحياء من السّلطان، والخوف لما وقع منه قبل تاريخه، وأنّه إذا سار السّلطان من دمشق نحو الدّيار المصرية قدمها وكفاه أمر هؤلاء.
ثمّ أرسل نوروز بعد ذلك بأنّه قبض على جماعة من الأمراء الذين فرّوا من السلطان من دمشق، وهم: الأمير علّان، والأمير جانم من حسن شاه، والأمير إينال الجلالىّ المفقار، والأمير جقمق العلائى أخو جركس المصارع: أعنى الملك الظاهر جقمق، والأمير أسنباى التّركمانى، أحد أمراء الألوف بدمشق، والأمير اسنباى أمير آخور، والأمير جمق، نائب الكرك- كان- وبعث بهم الجميع ما خلا جانم، ثم أرسل إلى الدّيار المصريّة بالقبض على الأمير تمراز النّاصرىّ نائب السّلطنة بالدّيار المصريّة. ثمّ نائب الغيبة، فأذعن تمراز وسلّم نفسه، فمسك وقيّد وحبس بالبرج «٢» من