للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأمير، ثمّ بملك الأمراء، كلّ ذلك فى مدّة يسيرة من السنين- انتهى.

وتوفّى الطاغية تيمورلنك كور كان، وقد تقدّم نسبه فى ترجمة الملك الناصر فرج الأولى «١» ، على اختلاف كبير فى نسبه.

مات فى ليلة الأربعاء تاسع عشر شعبان فى هذه السنة- وقيل فى الماضية- وهو نازل بضواحى أترار «٢» بالقرب من آهنگران، ومعنى «آهنگران» باللغة العربية «الحدّادون» و «آهنگر» : الحداد، و «كوركان» معناه صهر الملوك، و «لنك» هو الأعرج باللغة العجميّة- انتهى.

وكان سبب موته أنّه خرج من بلاده لأخذ بلاد الصّين- وقد انقضى فصل الصيف ودخل الخريف، وكتب إلى عساكره أن يأخذوا الأهبة لمدة أربع سنين، فاستعدوا لذلك وأتوه من كلّ جهة، وصنع له خمسمائة عجلة لحمل أثقاله.

ثمّ خرج من سمرقند «٣» فى شهر رجب وقد اشتد البرد، ونزل على سيحون وهو جامد، فعبره ومرّ سائرا، فأرسل الله عليه من عذابه جبالا من الثلج التى لم يعهد بمثلها مع فوّة البرد الشديد، فلم يبق أحد من عساكره حتى امتلأت آذانهم وعيونهم وخياشيمهم، وآذان دوابهم وأعينها من الثلج، إلى أن كادت أرواحهم تذهب.

ثمّ اشتدت تلك الرّياح، وملأ الثلج جميع الأرض- مع سعتها- فهلكت بهائمهم. وجمد كثير من النّاس، وتساقطوا عن خيولهم موتا.