ثمّ أمسك الأمير شيخ الأمير أسنبغا الزّردكاش، واستفتى فى قتله؛ لقتله الأمير قانى باى فى غيبة الملك النّاصر، فأفتوا بقتله وحكموا به، ثمّ أمسك الأمير شيخ حطط البكلمشى، وصرغتمش القلمطاوىّ، وهما من أمراء العشرات من خواصّ الملك الناصر، ثمّ قبض على الأمير أرغون من بشبغا الأمير آخور الكبير، وعلى الأمير سودون الأسندمرىّ، وعلى كمشبغا الفيسىّ، وكانا قدما من سجن الإسكندرية بمدّة أيام- حسبما تقدّم ذكره- ونفى كمشبغا الفيسىّ إلى دمياط.
ثمّ خلع الأمير شيخ على الأمير خليل التّبريزىّ الدّشارىّ باستقراره فى نيابة الإسكندرية عوضا عن قطلوبغا الخليلىّ بعد موته.
ثمّ فى ثامن شهر ربيع الآخر، عمل الأمير شيخ الموكب عند الخليفة بالقصر السّلطانىّ على العادة، وحضر شيخ هو وسائر الأمراء الموكب، وخلع الخليفة على الأمير شيخ باستقراره أتابك العساكر بالدّيار المصريّة، وكانت شاغرة منذ قبض على الملك الناصر، وفرّ الأتابك دمرداش المحمّدىّ إلى حلب، ثمّ فوّض الخليفة إلى شيخ جميع الأمور، وأنه يولّى ويعزل من غير مراجعة، وأشهد عليه بذلك بعد أن توقّف الخليفة عن ذلك أياما حتى أذعن على رغمه.
ثمّ خلع الخليفة على الأمير شاهين الأفرم على عادته أمير سلاح، وعلى يلبغا الناصرىّ باستقراره أمير مجلس، وعلى الأمير إينال الصصلانى باستقراره حاجب الحجّاب عوضا عن يلبغا الناصرىّ، وعلى سودون الأشقر باستقراره رأس نوبة النّوب عوضا عن سنقر الرّومىّ، وعلى الأمير ألطنبغا العثمانىّ بنيابة غزّة عوضا عن سودون من عبد الرحمن، ونزل الجميع فى خدمة الأمير شيخ، ثمّ توجهوا إلى دورهم.
ثم فى تاسعه عرض الأمير شيخ المماليك السّلطانيّة، وفرّق عليهم الإقطاعات الشّاغرة عن الناصرية بحسب ما يختاره، وأنعم على جماعة من مماليكه بإمريّات: