ثمّ فى تاسع عشره خلع الأتابك شيخ على القضاة الأربعة باستمرارهم، وخلع على بدر الدين حسن بن محبّ الدين الطّرابلسىّ أستادار الأمير شيخ باستقراره أستادار العالية، فنزل ابن محبّ الدين إلى داره وجميع أرباب الدولة فى خدمته.
ثمّ فى ثانى عشرينه استقرّ شهاب الدين أحمد الصّفدىّ موقّع الأمير شيخ فى نظر البيمارستان المنصورىّ عوضا عن كاتب السرّ فتح الله، ومعها نظر الأحباس عوضا عن تاج الدين عبد الوهاب بن نصر الله، وخلع على القاضى ناصر الدين محمّد ابن البارزىّ باستقراره موقّع الأمير الكبير شيخ عوضا عن الشّهاب الصّفدىّ المقدّم ذكره.
وأما الأمير نوروز الحافظىّ، فإنه استولى على حلب، وهرب منها الأمير دمرداش المحمّدىّ، وخلع على يشبك بن أردمر بنيابتها، وخلع على الأمير طوخ بنيابة طرابلس، وفرّق الإقطاعات والإمريّات على أصحابه ومماليكه كيف يختار من غير معاند، غير أنه ندم على قعاده بالبلاد الشامية غاية الندم فى الباطن لا سيما لمّا بلغه من أمر شيخ وعظمته بمصر ما بلغه.
ثم فى يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى، قرىء تقليد الأمير الكبير شيخ نظام الملك بأن الخليفة فوّض إليه ما وراء سرير الخلافة، فعند ذلك جلس الأتابك شيخ بالحرّاقة من الإسطبل السلطانىّ وبين يديه القضاة وأرباب الدولة من أعيان الأمراء والمباشرين وغيرهم، وقرأ كاتب السّرّ عليه القصص كما يقرؤها بين يدى السّلطان، وتلاشى أمر الخليفة حتى صار كعادته أيام خلافته، غير أنه فى التّرسيم محجوب عمّا يريده.
ثمّ فى رابع عشرين جمادى الأولى المذكورة استقرّ القاضى صدر الدين علىّ ابن الأدمىّ قاضى قضاة الحنفيّة بالديار المصرية بعد عزل قاضى القضاة ناصر الدين محمد ابن العديم عنها، ثم أرسل الأتابك شيخ دواداره الأمير جقمق الأرغون شاوىّ إلى