[تعالى]«١» قد شرح صدورهم للجهاد وحببهم فى الغزو وقتال العدوّ، ليقضى الله أمرا كان مفعولا، ولم أنظر ذلك فى غزوة من الغزوات قبلها ولا بعدها- انتهى.
ثمّ فى يوم الخميس أوّل شهر رجب أدير المحمل بالقاهرة ومصر على العادة فى كل سنة، وعجّل عن وقته لسفر المجاهدين للغزاة.
ثم فى يوم الجمعة ثانى شهر رجب من سنة تسع وعشرين المذكورة خرجت المجاهدون من القاهرة، وسافروا من ساحل بولاق إلى جهة الإسكندرية ودمياط، ومقدّموا العساكر جماعة كبيرة من أمراء الألوف وأمراء الطبلخانات وأمراء العشرات وأعيان الخاصّكيّة، وجماعة كبيرة من أعيان أمراء دمشق وغيرها، فالذى كان من مقدّمى الألوف: الأمير إينال الجكمىّ أمير مجلس، وهو مقدّم العساكر فى المراكب بالبحر، ومعه الأمير قرامراد خجا الشّعبانى أمير جاندار وأحد مقدّمى الألوف، وعدة من الأمراء والمماليك السّلطانية وغيرهم، والذي كان مقدّم العساكر فى البرّ الأمير تغرى بردى المحمودىّ الناصرىّ رأس نوبة النّوب، ومعه الأمير حسين ابن أحمد المدعو تغرى برمش نائب القلعة- كان- وهو يوم ذاك أحد مقدّمى الألوف، فهؤلاء الأربعة من أمراء الألوف، والذي كان من أمراء الطبلخانات الأمير قانصوه النّوروزىّ، والأمير يشبك السّودونىّ المشدّ الذي صار أتابك فى دولة الملك الظاهر جقمق، والأمير إينال العلائىّ ثالث رأس نوبة، أعنى عن السلطان الملك الأشرف إينال سلطان زماننا، وأمير آخر لا يحضرنى الآن اسمه، والذي توجّه من أمراء العشرات فعدّة كبيرة، والذي كان من أمراء دمشق: الأمير طوغان السّيفى تغرى بردى أحد مقدّمى الألوف بدمشق، وهو دوادار الوالد [رحمه الله]«٢» ومملوكه، وجماعة كبيرة أخر دونه فى الرّتبة من أمراء دمشق، وخرجت الأمراء فى