بمصر والشام، وخلع على كل واحد منهم أطلسين متمّرا «١» ، وقيّد له فرسا بقماش ذهب، وهم الأمير إينال الجكمى أمير مجلس، والأمير تغرى بردى المحمودىّ الناصرى رأس نوبة النّوب، والأمير قرا مرادخجا الشّعبانى الظاهرى برقوق أمير جاندار والأمير حسين بن أحمد المدعو تغرى برمش البهسنىّ التّركمانىّ أحد مقدّمى الألوف، والأمير طوغان السّيفى تغرى بردى أحد مقدّمى الألوف بدمشق، ثم أمراء الطبلخانات والعشرات من أمراء مصر والشام على كل واحد فوقانى حرير كمخا «٢» أحمر وأخضر وبنفسجىّ بطرز زركش على قدر مراتبهم، وكذلك كل مقدّم مركب من الخاصّكيّة والأجناد وغيرهم، فكان هذا اليوم يوما عظيما جليلا لم يقع مثله فى سالف الأعصار، أعزّ الله تعالى فيه دين الإسلام وأيّده وخذل فيه الكفر وبدّده.
ثم انفض الموكب ونزل كلّ واحد إلى داره، وقد كثرت التهانى بحارات القاهرة وظواهرها لقدوم المجاهدين حتى إن الرّجل كان لا يجتاز بدرب ولا حارة إلا وجد فيها التخليق بالزّعفران والتهانى، ثم أمر السلطان بهدم الزينة فهدمت، وكان لها مدّة طويلة.
ثم أصبح السلطان من الغد وهو يوم الثلاثاء تاسع شوّال جمع التّجّار لبيع الغنائم من القماش والأوانى والأسرى.
ثم أرسل السلطان يطلب من متملك قبرس المال، فقال: مالى إلا روحى وهى بيدكم، وأنا رجل أسير لا أملك الدرهم الفرد، من أين تصل يدى إلى مال أعطيه لكم؟
وتكرّر الكلام معه بسبب ذلك وهو يجيب بمعنى ما أجاب به أوّلا، حتى طلبه السلطان بالحوش- وكان به أسارى الفرنج- فلما حضر بين يدى السّلطان وقبّل الأرض وأوقف وشاهده الأسرى من الفرنج فى تلك الحالة صرخوا بأجمعهم صرخة واحدة، وحثوا