قلت [قوله تعالى]«١»(وردّ الله الّذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال)«٢» .
كل ذلك والسلطان مشغول بتجهيز «٣» تجريدة إلى بلاد الشّرق، فلما كان ثانى عشر شعبان المذكور أنفق السلطان فى ثلاثمائة وتسعين مملوكا من المماليك السلطانية، لكل واحد «٤» خمسين دينارا، وفى أربعة من أمراء الألوف، وهم: أركماس الظاهرىّ الدوادار الكبير، وقرقماس حاجب الحجاب، وحسين بن أحمد المدعو تغرى برمش البهسنى، ويشبك السّودونى المعروف بالمشد، لكل واحد ألفى دينار، وأنفق أيضا فى عدّة من أمراء الطبلخانات والعشرات، فبلغت نفقة الجميع نحو ثلاثين ألف دينار، ورسم بسفرهم إلى الشّام، فسافروا فى سادس «٥» عشرين شعبان المذكور.
ثم فى يوم الخميس «٦» رابع عشر شهر رمضان حملت جامكيّة المماليك السلطانية إلى القلعة لتنفق فيهم على العادة، فأمتنعوا من قبضها، وطلبوا زيادة لكل واحد ستمائة درهم وصمموا على ذلك، وترددت الرّسل بينهم وبين السلطان إلى أن زيد فى جوامك عدّة منهم وسكن شرّهم، وأخذوا الجامكيّة فى يوم الاثنين ثامن عشره.
ثم بعد ذلك وقع بين المماليك الجلبان وبين العبيد، فتجمّع السّودان وقاتلوهم فقتل بينهم عدّة وصاروا جمعين لكل جمع عصبيّة.
ثم فى يوم الأربعاء تاسع ذى القعدة ورد الخبر على السلطان بأخذ الأمراء المتوجّهين إلى جهة بلاد الشّرق مدينة الرّها من نواب قرايلك، وكان من خبر ذلك