تلك البرارى، وخلف العساكر المذكورة الأطلاب الهائلة، والكوسات تدق، والبوقات تزعق، وقد تجاوز عدد أطلاب الأمراء، لكثرة ما اجتمع على السلطان من العساكر المصرية والنواب بالبلاد الشامية وأمراء التركمان والعربان؛ فكانت عدة الأطلاب التى بها الطبول والزمور تزيد على مائة طلب، ما بين أمراء مصر المقدمين وبعض الطّبلخانات ونائب دمشق وأمرائها، وهم عدة كثيرة، ونائب حلب وأمرائها وطرابلس وأمرائها، وكذلك حماه وصفد وغزة ونواب القلاع «١» وأمراء التركمان «٢» الذين تضرب على بابهم الطّبول «٣» ، فدقت عند قدوم السلطان جميع طبول هؤلاء وزعقت الزمور يدا واحدة، فانطبق الفضاء طبلا وزمرا حربية، هذا مع كثرة البراشم «٤» والأجراس المعلقة على خيول الحرب الملبّسة بالعدد الكاملة وقلاقل الجمال.
وعند القرب من مدينة آمد، أخذت العساكر تلتمّ حتى أشرف أجناد كثيرة على الهلاك «٥» من عظم ازدحام بعضهم على بعض، ومع هذا أعرض «٦»