للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزل السلطان بمخيمه وقد ثبت عنده رحيل قرايلك من آمد. وأنه ترك أحد أولاده بها، فأقام بمخيمه إلى صبيحة يوم السبت عاشر شوال، فركب»

وزحف بعساكره على مدينة آمد بعد أن كلمهم السلطان فى تسليمها قبل ذلك؛ وترددت الرسل بينه وبينهم، فأبى من بها من الإذعان «٢» لطاعة السلطان وتسليم المدينة إلا بإذن قرايلك.

ولما زحف السلطان على المدينة اقتحمت عساكر السلطان خندق آمد، وقاتلوا من بها قتالا شديدا، حتى أشرف القوم على الظفر وأخذ المدينة، وردم غالب خندق مدينة آمد بالحجارة والأخشاب.

وبينما الناس فى أشد «٣» ما [هم] «٤» فيه من القتال، أخذ السلطان فى مقت المماليك وتوبيخهم، وصار كلما جرح واحد من عساكره وأتى له به يزدريه ويهزأ «٥» به، وينسب القوم للتراخى فى القتال.

ثم لبس هو سلاحه بالكامل، وأراد أن يقتحم المدينة بنفسه حتى أعاقه عن ذلك أعيان أمرائه، وهو راكب على فرسه، وعليه السلاح الكامل من الخوذة إلى الركب، واقف على فرسه بمخيّمه حيث يجلس، والناس وقوف وركبان بين يديه، تعده بالنصر والظفر فى اليوم المذكور، وإن لم يكن فى هذا اليوم فيكون فى الغد «٦» ، وتذكر له أن القلاع لا تؤخذ «٧» فى يوم ولا فى «٨» يومين، وهو يتكلم بكلام [معناه] «٩» : أن عساكره تتهاون «١٠» فى قتال أهل آمد، فلا زالت الأمراء به، حتى خلع عن رأسه خوذته ولبس

(النجوم الزاهرة ج ١٥)