تخفيفة على العادة، واستمر القرقل «١» عليه، إلى أن ترضّاه الأمراء، وخلع قرقله «٢» ، فحمى «٣» الحر واشتدت القائلة وسئمت «٤» الناس من القتال، هذا مع ما بلغهم من غضب السلطان، بعد أن لم يبقوا ممكنا «٥» فى القتال؛ وقد أثخنت جراحات الأمراء والمماليك من عظم القتال.
كل «٦» ذلك والسلطان ساخط عليهم بغير حق، فعند ذلك فتر عزم القوم عن القتال «٧» من يومئذ، وما أرى هذا الذي وقع إلا خذلانا «٨» من الله تعالى لأمر سبق، وإلا فالعساكر الذين «٩» اجتمعوا «١٠» على آمد، كان يمكنهم أخذ عدة مدن، مثل آمد وغيرها.
ولما انقضى القتال، وتوجه كل واحد إلى مخيمه، وهو غير راض فى الباطن، وجد «١١» أهل آمد راحة كبيرة بعودة القوم عنهم، وبلعوا ريقهم، وأخذوا فى تقوية أبراج المدينة وسورها، بعد أن كان أمرهم قد تلاشى، مما دهمهم من شدة قتال من لا قبل لهم بقتاله. ونزل السلطان بمخيمه، وندب الأمراء [والعساكر]«١٢» للزحف «١٣» على هيئة ركوبهم يوم السبت، فى يوم الثلاثاء، وهو أيضا فى حال غضبه، فابتدأ الأمير قصروه نائب حلب، والأمير مقبل نائب صفد، والأمير جقمق العلائى الأمير آخور،