الأجلاب «١» نكون خلفهم» ، أراد بذلك عدم معرفة مماليكه بطرق الحرب، فحمل الناس كلامه على أنه يفعل ذلك شفقة على مماليكه، وأنه يريد هلاك من سواهم.
وقامت قيامة القوم، وتنكرت القلوب على السلطان فى الباطن، وتطاولت «٢» أعناق أمرائه إلى الوثوب عليه، واتفق كثير منهم على ذلك لولا أن بعضهم مات من جراحه، وتخوّف بعضهم أيضا من بعض، وعدم موافقة جماعة أخر من أعيان الأمراء لذلك.
وكان ممن اتّهم بالوثوب، على ما قيل، الأتابك جار قطلو نائب الشام، وطرباى نائب طرابلس، ومقبل نائب صفد، وتغرى بردى المحمودى- مات بعد أيام من جرح أصابه- وسودون ميق- مات أيضا من جرح أصابه- والأمير جانبك الحمزاوى- مات فى عود الملك الأشرف إلى مصر بعد أن ولاه نيابة غزة على كره منه، وجماعة كثيرة غير هؤلاء، على ما قيل.
وكان الذي لم يوافقهم على الوثوب، الأمير قصروه والأمير إينال الجكمى أمير سلاح، والأمير جقمق الأمير آخور؛ وأما الأمير سودون من عبد الرحمن أتابك العساكر، فلم يكن «٣» من هؤلاء «٤» ولا من هؤلاء، لطول مرضه: من يوم خرج من مصر وهو فى محفة، وكل ذلك لم يتحققه أحد، غير أن القرائن الواقعة بعد ذلك تدل على صدق هذه المقالة- انتهى.
ولما خرج الأمراء من عند السلطان، بعد أن امتثلوا ما رسم به من الزحف فى