للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم الثلاثاء، بلغ السلطان عن الأمراء والمماليك نوع مما ذكرناه، فاضطرب أمره وصار يحاصر «١» [المدينة] «٢» وهو فى الحقيقة محصور من احتراسه من أمرائه ومماليكه، وأخذ فى الندم على سفره «٣» ، وفتر عزمه عن أخذ المدينة فى الباطن، وضعف عن تدبير القتال.

كل ذلك والموكب السلطانى يعمل فى كل يوم، والأمراء تحضره، ويركب السلطان ويسير إلى حيث شاء «٤» ، ومعه الأمراء والنواب، غير أن البواطن معمورة بالغش، ويمنعهم من إظهار ما فى ضمائرهم موانع؛ هذا والقتال مستمر فى كل يوم، بل فى كل ساعة، بين العسكر السلطانى وبين أهل آمد، غير أنه لم يقع يوم مثل «٥» يوم السبت المذكور، وقتل خلائق من الطائفتين كثيرة، وصار السلطان يضايق أهل آمد بكل ما «٦» وصلت قدرته إليه، هذا وقد قوى أمرهم واشتد بأسهم لما بلغهم من اختلاف عساكر السلطان، وصاروا يصيحون من أعلى السور:

«الله ينصر جار قطلو» ، وانطلقت «٧» ألسنتهم بالوقيعة والسبّ والتوبيخ، من السلطان إلى من «٨» دونه.

وبينما السلطان فيما هو فيه، قدم عليه الأمير دولات شاه الكردى صاحب أكلّ «٩» من ديار بكر، فأكرمه السلطان وخلع عليه.